
يعد سرطان الدماغ من أكثر الأمراض التي تثير القلق، ليس فقط بسبب خطورته، بل لأن أعراضه في مراحله الأولى غالبا ما تكون غامضة وتشبه الحالات اليومية البسيطة التي يمر بها الإنسان، وقد حذر باحثون من تجاهل بعض العلامات التي قد تبدو عادية لكنها قد تكون مؤشرا على ورم دماغي في بدايته، مما يجعل الكشف المبكر عاملاً حاسماً في العلاج والشفاء.
علامات لغوية ومعرفية تستدعي الانتباه
من أبرز الأعراض المبكرة التي لاحظها الأطباء صعوبة إيجاد الكلمات أو التحدث بطلاقة. قد يجد المصاب نفسه غير قادر على تكوين جمل صحيحة أو المشاركة بسهولة في المحادثات، وهي إشارة إلى احتمال تأثر مناطق اللغة في الدماغ، كما يعد ما يعرف بـ“ضباب الدماغ” أحد المؤشرات المقلقة، حيث يعاني الشخص من ضعف في التركيز أو صعوبة في التفكير المنطقي وتذكر الأمور البسيطة، وهي حالة قد يساء تفسيرها على أنها تعب أو توتر نفسي.
اضطرابات جسدية وحسية
من الأعراض التي تم رصدها أيضا الإحساس بالخدر أو الوخز في جزء من الجسم، وغالبا ما يظهر في جانب واحد فقط مثل نصف الوجه أو اليد، وذلك نتيجة تأثير الورم على المناطق المسؤولة عن الإشارات العصبية، ويضاف إلى ذلك اضطراب الرؤية، إذ قد يلاحظ الشخص رؤية مزدوجة أو تشوشا في الخطوط والأشكال، مما قد يظن أنه مجرد ضعف في النظر، بينما قد يكون مؤشرا على خلل في الأعصاب البصرية.
تغيرات في الحركة والسلوك
أشار بعض المصابين إلى صعوبة مفاجئة في الكتابة أو تنسيق حركة اليد والعين، فتتحول الكتابة المنتظمة إلى خطوط فوضوية غير مفهومة، هذا العرض قد يكون دليلا على تأثر الفصوص المسؤولة عن الحركة الدقيقة، أما من الناحية النفسية، فقد يلاحظ الأهل أو المقربون تغيراً في سلوك المريض أو شخصيته، مثل فقدان الحافز أو سرعة الغضب، وهي مؤشرات قد تبدو نفسية لكنها أحيانا تكون نتيجة مباشرة لتأثر مناطق معينة في الدماغ.
الصداع المستمر.. العرض الأكثر شيوعا
يعد الصداع أحد أكثر الأعراض انتشارا، إلا أن تكراره واستمراره لفترات طويلة بشكل غير معتاد يعد إنذارا يجب عدم تجاهله، خاصة إذا ترافق مع أعراض أخرى مثل الدوار أو ضعف التركيز.
إن ملاحظة هذه الأعراض السبع لا تعني بالضرورة الإصابة بسرطان الدماغ، لكنها تستدعي استشارة الطبيب فوراً لإجراء الفحوص اللازمة، فالكشف المبكر لا يساهم فقط في سرعة العلاج، بل يزيد من فرص التعافي بشكل كبير، ويمنح المريض فرصة لمواجهة المرض قبل تفاقمه.
