البلطجة تتحول إلى الهوية الجديدة لإسرائيل: واقع مقلق يثير الجدل

صورة إسرائيل في العالم

لم تعد صورة إسرائيل تمثل إنجازاتها في مجالات التكنولوجيا المتقدمة أو في المؤسسات الثقافية والأكاديمية، بل أصبح الرأي العام العالمي يتشكل من خلال سلوك المستوطنين وأحزاب اليمين المتطرف، الذين يفرضون وجودهم باستخدام العنف والبلطجة، مدعومين من قبل النخبة الحاكمة.

التحولات الاجتماعية والسياسية

هذا ما افتتحت به الكاتبة الإسرائيلية كسينيا سفتلوفا مقال رأي في صحيفة “زمن إسرائيل”، مشيرة لمقطع فيديو متداول في الأيام الأخيرة من الضفة الغربية، يظهر مجموعة من الفتية المستوطنين بالقرب من قرية المغيّر، حيث كانوا يهددون امرأة فلسطينية. في هذا المشهد، استُخدمت عبارات عنصرية، مما يعكس وجهة نظرهم العدائية.

تصف الكاتبة نظرات الكراهية التي بدت على وجوه هؤلاء الفتية، حيث كانت نواياهم واضحة في محاولة إثارة الرعب لدى امرأة تمسكت بموقفها ولم تُظهر خوفاً. ورغم عدم وقوع عنف جسدي مباشر في الفيديو، تعتبر الكاتبة هذا المشهد أشد إزعاجاً من أعمال الحرق والنهب، مؤكدة أنه يمثل تحولاً عميقًا في صورة إسرائيل، التي أصبحت تنظر كدولة مغمورة في خطاب الكراهية وفي غياب السيطرة على أبنائها.

تضيف الكاتبة أن الذين يعتقدون أن إنجازات إسرائيل في مجالات البحث والتكنولوجيا هي ما تشكل صورتها في الخارج يجب أن يستفيقوا، لأن ما يتم حفره في الوعي العالمي اليوم ليس مختبرات ولا حفلات موسيقية، بل هو وجه المستوطنين الفتية. يُعتبر هذا المنظر “بطاقة الهوية” الجديدة التي تقدمها إسرائيل للعالم.

تشير الكاتبة إلى أن الوضع لم يعد مجرد سوء إدارة إعلامية، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات اجتماعية وسياسية، حيث أصبح العنف وسيلة معلنة لفرض السيطرة على الفلسطينيين. فرغم قدرة الإعلام والدبلوماسية الإسرائيلية على الحديث عن “فشل في الدعاية”، تبقى الحقيقة أن حوادث العنف التي يدعمها وزراء في الحكومة، مثل سموتريتش وبن غفير، تمثل تهديداً وجودياً لا للفلسطينيين فحسب، بل لإسرائيل نفسها.

تستعرض الكاتبة مشاهد لممارسات تؤذي الفلسطينيين بشكل سافر، مشيرة إلى تصريحات سياسية تدعو للانتقام. وتؤكد أن هذه الأمور تهدد سمعة إسرائيل كدولة حديثة ومتعلمة، لتظهر في صورة دولة تحكمها الكراهية والعنف، مما يجعل جزءًا من النخب السياسية يرى أن العنف هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على السيطرة. هذا التحول يعكس كيف أن البلطجة أصبحت جزءاً من سياسة الدولة، وليست مجرد انحرافات فردية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *