دور منظمة الأمم المتحدة في الحفاظ على السلام العالمي
إن منظمة الأمم المتحدة لم تُنشأ لتكون مجرد هيئة شكلية تُستهلك من خلالها ميزانيات الدول في نفقات غير فعالة، بل وُلِدت لتكون رمزًا لحقبة جديدة بعد تدمير حروب عالمية عانت البشرية من ويلاتها. لقد أسس ميثاق الأمم المتحدة ليكون تعبيرًا عن الحاجة الملحة لإيجاد وسيلة فعالة لحفظ السلم والأمن الدوليين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لمنع أي تهديدات لأمن الشعوب واستقرارها. تعد مهمة المنظمة التصدي لأية أعمال عدائية تنتهك سيادة الدول، والحد من التجاوزات والانتهاكات التي قد تصدر عن أي جهة، مستندة إلى مبدأ العدالة والشراكة بين كافة الدول الأعضاء، والتي تلتزم بقراراتها.
وظيفة منظمة الأمم المتحدة كمؤسسة عالمية
تتطلب السياسات الأممية تنسيق الجهود الدولية لإنقاذ الأجيال من ويلات الحروب، في إطار ما اتفقت عليه الدول الأعضاء عند توقيع الميثاق. حيث أبرزت منظمة الأمم المتحدة التزامها بحقوق الإنسان الأساسية وكرامة الفرد، مع تأكيدها على حقوق متساوية لجميع الأفراد بغض النظر عن خلفياتهم المختلفة. من خلال هذا الميثاق، تتضح الروح الساعية لتحقيق السلام وحسن الجوار بين الدول.
ومع ذلك، من خلال مراجعة مسيرة الأمم المتحدة، نجد أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم تعر أي اهتمام للمواثيق الدولية، بل ضربت بعرض الحائط القرارات الصادرة ضد الاحتلال، وأيضًا تلك التي اعترفت بحقوق الفلسطينيين. مما يجعل المجتمع الدولي، بكل نشطائه ودعاة السلام، يتساءلون عن القوى التي أدت إلى إضعاف سلطة الأمم المتحدة وفعالية دورها أمام هذه الانتهاكات. هل ستبقى منظمة الأمم المتحدة موثوقة في جهودها لتحقيق السلام، أم ستتقلص مصداقيتها بقدر ما يتلاشى أمل الفلسطينيين في حل عادل ينالونه من خلال المنظمة؟ إن مستقبل المنظمة وفعاليتها يتوقف على مدى التزام جميع الدول الأعضاء بأنظمة الميثاق وقراراتها.