الودعاني والمخالفة.. قصة استدعاء عبدالله الودعاني وشطب رخصته الإعلانية “موثوق”

الودعاني والمخالفة.. قصة استدعاء عبدالله الودعاني وشطب رخصته الإعلانية “موثوق”

في عالم المؤثرين السعوديين، حيث تتحول الشهرة إلى نفوذ رقمي، وجد عبدالله الودعاني نفسه في قلب الجدل بعد أن استدعته هيئة تنظيم الإعلام وشطبت رخصته الإعلانية المعروفة باسم “موثوق”، إثر نشره محتوى اعتُبر مخالفًا للنظام، هذا الحدث شكّل نقطة تحول في مسيرة الودعاني، الذي كان أحد أبرز الوجوه المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح اليوم مثالًا على دقة الرقابة وحدود الحرية في المحتوى الرقمي داخل المملكة.

من هو عبدالله الودعاني؟

وُلِد عبدالله بن محمد الودعاني في 19 أبريل 1991 في مدينة الأحساء، وهو من أبرز المؤثرين السعوديين الذين استطاعوا تحويل حياتهم اليومية إلى محتوى اجتماعي مؤثر، اشتهر عبر سناب شات وإنستغرام بلمسته الفكاهية ومشاركته تفاصيل حياته مع زوجته أريج، إلى جانب نصائحه حول العلاقات والتوازن الأسري، مما أكسبه أكثر من مليوني متابع.

بدأ حياته العملية كأخصائي اجتماعي بعد دراسته في جامعة الملك سعود، قبل أن ينتقل إلى مجال التقديم الرقمي والبودكاست، في إحدى حلقاته الشهيرة بـ“بودكاست الملز”، تحدّث بصراحة عن معاناته النفسية قبل الشهرة، ما أكسبه تعاطفًا كبيرًا من الجمهور.

سبب شطب رخصة “موثوق”

في 20 أكتوبر 2025، أعلنت هيئة تنظيم الإعلام استدعاء الودعاني للتحقيق بعد نشره محتوى تم وصفه بـ“المخالف للنظام الإعلامي”، وأوضحت الهيئة عبر منصتها على منصة X أن القرار جاء ضمن جهودها لضبط جودة المحتوى الإعلاني وحماية الجمهور من التضليل، مشيرة إلى أن رخصة “موثوق” قد تُلغى في حال ثبوت المخالفة.

ورغم أن التفاصيل لم تُكشف بشكل كامل، إلا أن مصادر مقربة أفادت أن المخالفة تتعلق بإعلانات تضمنت معلومات غير دقيقة، وهو ما يُعد انتهاكًا للوائح الجديدة المنظمة للمحتوى التجاري.

الودعاني بين الشهرة والمسؤولية

تأتي هذه الواقعة بعد سلسلة إجراءات تنظيمية مشابهة طالت عددًا من المشاهير، من بينهم شقيقته سارة الودعاني التي تم استدعاؤها في وقت سابق بسبب تصريحاتها حول دخلها السنوي، ويبدو أن هذه الخطوات تأتي في إطار حملة موسعة لتقنين عمل المؤثرين وضمان التزامهم بالأنظمة الإعلامية.

بالنسبة لعبدالله، فإن ما حدث يمثل تذكيرًا بأن الشهرة لا تعفي من المسؤولية، وأن عالم المؤثرين أصبح تحت رقابة دقيقة، خصوصًا في ظل سعي المملكة لتأسيس بيئة رقمية تحترم القيم والمصداقية.

توجه جديد في تنظيم المحتوى

هذا القرار يعكس بوضوح توجه هيئة تنظيم الإعلام نحو تعزيز المهنية ومكافحة الانفلات الإعلامي في المنصات الرقمية، فقد تم مؤخرًا إيقاف برامج وبودكاستات بسبب مخالفات مشابهة، وأُصدرت تعليمات صارمة تمنع “التباهي بالثروة” أو “نشر معلومات مضللة”، هذه السياسات الجديدة تهدف لحماية المستخدمين وبناء بيئة إعلامية موثوقة تدعم أهداف رؤية المملكة 2030 في تطوير قطاع الإعلام الرقمي.

يمكن القول إن قضية عبدالله الودعاني تمثل درسًا مهمًا لجميع صناع المحتوى حول ضرورة الالتزام بالأنظمة والشفافية في ما يُنشر، فالمحتوى اليوم لم يعد مجرد ترفيه، بل أصبح مسؤولية تحمل تبعات قانونية وأخلاقية، ومعها يتغير مفهوم الشهرة من “تأثير بلا حدود” إلى “مسؤولية تحكمها القوانين”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *