في ليلة حزينة خيم عليها الهدوء، ودعت دولة قطر إحدى سيدات العائلة الحاكمة البارزات، الشيخة موزة بنت عبد العزيز بن جاسم آل ثاني، التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين 21 أكتوبر 2025 في مدينة زيورخ السويسرية، بعد حياة طويلة مليئة بالعطاء والكرم والإنسانية، وبرحيلها فقدت الأسرة الحاكمة في قطر رمزًا من رموز الأصالة والتواضع والخلق الرفيع.
من هي الشيخة موزة بنت عبد العزيز آل ثاني؟
تنتمي الراحلة إلى الجيل الوسيط من الأسرة الحاكمة، فهي ابنة الشيخ عبد العزيز بن جاسم آل ثاني أحد الشخصيات البارزة في مسيرة النهضة القطرية، وقد تزوجت من الشيخ غانم بن علي بن عبد الله آل ثاني رحمه الله، الذي كان من الوجوه المؤثرة في العمل الحكومي والمجتمعي في قطر، وبعد وفاته كرست الشيخة موزة حياتها لخدمة أسرتها وأعمال الخير بصمت ووقار.
أنجبت الشيخة ستة من الأبناء الذين يمثلون امتدادًا للعائلة الكريمة، وهم الشيخ عبد العزيز (رحمه الله)، الشيخ محمد، الشيخ عبد الله، الشيخ حمد، الشيخ خالد (رحمه الله)، والشيخ ناصر (رحمه الله).
سيرتها الإنسانية وعطاؤها الخيري
عُرفت الشيخة موزة داخل المجتمع القطري بلقب الأم الحنونة، لما تمتعت به من طيبة قلب وكرم عطاء، كانت مثالًا للمرأة المتواضعة التي تعمل بصمت بعيدًا عن الأضواء، وحرصت على دعم المبادرات الخيرية الموجهة للنساء والأيتام داخل قطر وخارجها. وروى أحد أفراد العائلة عبر منصة “إكس” قائلًا: كانت جدتي موزة رمزًا للحنان والعطاء، تمد يدها لكل من يحتاج دون انتظار مقابل.
العلاج في زيورخ وتفاصيل الوفاة
في السنوات الأخيرة من حياتها واجهت الشيخة موزة مشكلات صحية مزمنة نتيجة تقدمها في السن، مما استدعى سفرها إلى زيورخ لتلقي العلاج، حيث كانت برفقة أبنائها وأحفادها، وأسلمت روحها الطاهرة مساء الاثنين 21 أكتوبر 2025 وسط أجواء من الهدوء والسكينة.
وقد أعلن حساب وفيات قطر على منصتي “إكس” و“إنستغرام” نبأ الوفاة، لتعم مشاعر الحزن أرجاء البلاد، وتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي عبارات التعازي والدعاء لها بالرحمة والمغفرة.
صلاة الجنازة ومراسم العزاء
أقيمت صلاة الجنازة على الفقيدة مساء الثلاثاء 22 أكتوبر في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب بالعاصمة الدوحة، بحضور عدد من أفراد الأسرة الحاكمة والمقربين، قبل أن تدفن في مقبرة الريان وسط أجواء يغلبها الحزن والدعاء.
وتقرر أن يقام العزاء من يوم الأربعاء 23 أكتوبر حتى الجمعة 25 أكتوبر، للرجال في منطقة المرخية وللنساء في مشيرب.
تفاعل رسمي وشعبي واسع
منذ إعلان الخبر، نعى عدد كبير من الشخصيات القطرية والخليجية الفقيدة بكلمات مؤثرة، حيث كتب الشيخ حمد بن فهد بن عبد العزيز آل ثاني: توفيت الوالدة الشيخة موزة بنت عبد العزيز بن جاسم آل ثاني رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
كما صدرت بيانات تعزية من العديد من العائلات القطرية التي أكدت أن وفاة الشيخة موزة تمثل خسارة لقيمة اجتماعية وإنسانية كبيرة.
الشيخة موزة بين الحضور العائلي والغياب الإعلامي
رغم مكانتها الكبيرة كانت الشيخة موزة بعيدة عن الأضواء، تفضل الحياة الأسرية الهادئة والابتعاد عن الإعلام، لم تظهر كثيرًا في المناسبات الرسمية، لكنها كانت دائمًا حاضرة في حياة أبنائها وأحفادها تقدم لهم النصح والدعم بحب وحنان.
وقالت إحدى حفيداتها في منشور مؤثر: كانت جدتي القلب النابض في بيتنا، إذا غابت غاب الدفء.
مكانتها في المجتمع القطري
حظيت الشيخة موزة بتقدير واسع داخل المجتمع لما تميزت به من تواضع وأخلاق رفيعة، ساهمت في دعم الأسر المحتاجة وشاركت في مبادرات تهدف إلى تمكين المرأة القطرية وتعليم الفتيات، إيمانًا منها بأن المرأة ركن أساسي في بناء المجتمع.
وقد ورد في أحد التقارير القديمة أنها كانت نموذجًا للمرأة القطرية المحافظة التي تخدم مجتمعها بصمت وإخلاص.
أيامها الأخيرة ودعاء العائلة
في الأيام الأخيرة قبل وفاتها نشر بعض أحفادها صورًا قديمة تجمعهم بها مع عبارات حزينة توحي بأن الأسرة كانت تشعر باقتراب لحظة الرحيل، وأكد أحد المقربين أنها كانت تقضي ساعاتها الأخيرة برضا وتسليم، تردد الأدعية بصوت خافت حتى لحظة وفاتها، لتغادر الدنيا كما عاشت فيها بهدوء ووقار.
الوفاة في زيورخ والسرية التي رافقتها
لم تعلن الأسرة رسميًا عن سبب الوفاة، لكن المقربين أشاروا إلى أنها كانت تعاني من مضاعفات في القلب والتنفس، وقد فضلت العائلة عدم الكشف عن التفاصيل احترامًا لخصوصيتها، مكتفية ببيان مقتضب أعلنت فيه رحيلها ومكان الصلاة والعزاء.
إرث إنساني خالد
رحلت الشيخة موزة بنت عبد العزيز آل ثاني كما عاشت، بهدوء ومحبة وتواضع، تركت خلفها سيرة مليئة بالعطاء والإنسانية، ورسخت قيم الخير في أبنائها وأحفادها الذين واصلوا نهجها في دعم المجتمع والعمل الإنساني، ستبقى ذكراها حاضرة في القلوب، ونموذجًا للمرأة القطرية الأصيلة التي جمعت بين الكرامة والبساطة والرحمة.
