
أثار الداعية والكاتب السعودي الشهير، عائض القرني، تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي بعد تداول مقطع فيديو سابق له تحدث فيه عن استمرار الحياة بعد وفاة الشخص، وسرعة نسيان الأهل له، وعدم تعلق أحد بالآخر بعد الموت، وقد اضطر عائض القرني إلى إصدار توضيح مصور لملابسات هذا المقطع، مؤكداً أنه أُخذ خارج سياقه الأصلي، وأن الغرض منه كان مختلفاً تماماً عما فهمه البعض.
سياق الدعابة والمزاح في تصريح عائض القرني
أوضح الداعية عائض القرني أن المقطع الذي انتشر بشكل كبير، كان جزءاً مقتطعاً من لقاء تلفزيوني أو بودكاست طويل تجاوزت مدته الساعة، وأكد أن المسار العام لذلك اللقاء كان يميل إلى “النكتة والدعابة والمزاح”.
وأشار القرني إلى أن الهدف الأساسي من تصريحه لم يكن التهوين من شأن الأحزان أو المشاعر الإنسانية، بل كان يرمي إلى لفت الانتباه إلى ضرورة أن يركز الإنسان على “ما يُقدِّم أمامه” من أعمال صالحة تفيده في الآخرة، واستخدم عائض القرني أسلوباً ساخراً لبيان أن الحياة تستمر بعد وفاة الشخص، وأن الانشغال يكون في بعض الأحيان بأمور دنيوية حتى في أماكن العزاء.
عائض القرني يدعو لفهم السياق العام للمقابلة
شدد عائض القرني على أهمية فهم السياق الكامل الذي جاء فيه الكلام، مطالباً الجمهور والمتابعين بألا يقتطعوا “مجرد دقيقة واحدة” من لقاء طويل، وأن يُحمل الكلام “على أحسن محمل”، هذا التوضيح من عائض القرني يأتي في محاولة لوضع النقاط على الحروف، وتصحيح الفهم الخاطئ الذي تولد نتيجة التداول المجتزأ للمقطع.
المقطع المتداول وتفاصيل تصريح عائض القرني المثير للجدل
كان المقطع الذي انتشر كالنار في الهشيم يتضمن قول الداعية عائض القرني الصريح: “لا تصدّق أن أهلك متعلّقون بك، صدّقني بيضربون بالمفطح في يوم وفاتك، وسيكون أكبر همّهم إن كانت الشطة موجودة أم لا”، وهو ما أثار استياء البعض الذين رأوا في التصريح تجريداً للمشاعر الإنسانية، في حين اعتبره آخرون دعوة للتجرد من التعلق المفرط بالدنيا والاهتمام بالآخرة، خاصة في ظل ما يُلاحظ أحياناً في العزاء من مظاهر الإسراف والضيافة المبالغ فيها.
عائض القرني، المعروف بكتاباته الدعوية والأدبية الغزيرة، لا سيما كتابه الأشهر “لا تحزن” الذي حقق مبيعات قياسية، يمتلك أسلوباً فريداً في الدعوة يمزج فيه بين الوعظ العميق والأسلوب السلس الذي قد يصل أحياناً إلى السخرية والمبالغة المقصودة لإيصال الفكرة.
يهدف عائض القرني من خلال هذا التوضيح إلى إعادة توجيه الرسالة التي كان يقصدها في الأصل، وهي حث الناس على الاهتمام بما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، وتركيز الإنسان على نفسه وعمله الصالح بدلاً من الانشغال بآراء الناس أو تصوراتهم عن مدى تعلقهم به بعد رحيله.
إن تركيز عائض القرني في توضيحه على أن الحديث كان في سياق الدعابة يبرز الفرق بين النية الأصلية للداعية وبين كيفية استقبال وتفسير رسالته عند اقتطاعها من سياقها.
