أعلنت أمانة الأحساء عن إطلاق شرط بيئي إلزامي في خطوة غير مسبوقة، وذلك بموجب زراعة ثلاث أشجار في كل منزل جديد قبل إصدار رخصة إيصال الكهرباء في إطار توجهها نحو تحقيق التنمية المستدامة وزيادة المساحات الخضراء داخل المحافظة.
يأتي القرار ضمن خطة شاملة تهدف إلى رفع الوعي البيئي وتحويل المجتمع إلى شريك فاعل في مبادرة السعودية الخضراء، مما يسهم في بناء مدن أكثر استدامة وتوازناً بيئيًا ضمن رؤية المملكة 2030.
تسهيل الإجراءات ودعم المواطنين بالشتلات مجانًا
أوضح “خالد بووشل” المتحدث الرسمي باسم الأمانة أن تنفيذ الشرط الجديد سيكون بآلية مرنة وسهلة، حيث يمكن للمواطنين تقديم طلب إلكتروني للحصول على الشتلات مباشرة من الأمانة ودون أي رسوم مالية.
كما أكد أن هذه الخطوة تهدف إلى تحفيز المشاركة المجتمعية في أعمال التشجير، وضمان توحيد الجهود لتحقيق بيئة خضراء مستدامة.

المشتل المركزي “ذراع الإنتاج الأخضر في الأحساء”
تعتمد المبادرة على الإمكانات الكبيرة لـ المشتل المركزي التابع لأمانة الأحساء، والذي نجح في مضاعفة طاقته الإنتاجية لتصل إلى أكثر من 2 مليون شتلة زهور موسمية و125 ألف نبتة دائمة سنويًا.
يقع المشتل على مساحة 500 ألف متر مربع، ويعمل وفق نظام بيئي متكامل يعتمد على تقنيات متطورة في التحكم البيئي وإعادة استخدام المياه لضمان جودة الإنتاج واستدامته، كما أن هذه القدرات جعلت المشتل أحد أبرز ركائز مشاريع التشجير والتجميل الحضري في المنطقة الشرقية.
مبادرات خضراء تعزز جودة الحياة
لم يتوقف التوجه البيئي للأمانة عند شرط زراعة الأشجار فقط؛ بل يأتي ضمن حزمة متكاملة من المشاريع الخضراء، والتي من أبرزها:
- توسيع أعمال التشجير في الطرق العامة والمنتزهات بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية.
- تزويد المدارس والمساجد والمؤسسات الحكومية بالأشجار والزهور.
- إطلاق مبادرة “نزرع لك” التي تمكن المواطنين من طلب زراعة الأشجار أمام منازلهم إلكترونيًا عبر المنصة الرسمية.
كما تسعى هذه الخطط إلى جعل الأحساء نموذجًا للمدينة الخضراء الذكية التي توازن بين التنمية العمرانية والحفاظ على البيئة.
الأحساء تمضي نحو مستقبل مستدام
تعكس هذه القرارات حرص أمانة الأحساء على دمج البعد البيئي في التخطيط العمراني وتحقيق جودة حياة عالية للسكان.
فمن الآن لن يكون الترخيص بالبناء مجرد إجراء إداري؛ بل خطوة تشاركية نحو مستقبل أخضر، كما يؤكد هذا القرار أن التحول البيئي في السعودية لم يعد خيارًا؛ بل أصبح التزامًا جماعيًا يبدأ من كل منزل وكل شجرة تزرع على أرض الأحساء.
