
شهدت إثيوبيا خلال الأيام الماضية حالة استنفار صحي بعد إعلان وزارة الصحة عن أول تفشٍ مؤكد لفيروس ماربورغ داخل البلاد وذلك في منطقة جِنكا بالجنوب وأكدت السلطات وجود 9 حالات إصابة مؤكدة حتى الآن من بينها عدة وفيات ما دفع منظمة الصحة العالمية و Africa CDC إلى التحرك العاجل لدعم جهود السيطرة ويُعد هذا التفشي أحد أخطر الإنذارات الوبائية في المنطقة نظرًا لخطورة الفيروس وسرعة انتشاره في حال عدم السيطرة عليه مبكرًا خاصة مع قرب موقع التفشي من حدود جنوب السودان وضعف البنية الصحية في بعض المناطق الإفريقية المجاورة.
ما هو فيروس ماربورغ؟
فيروس ماربورغ ينتمي إلى نفس عائلة فيروس الإيبولا ويُعد من أشد الأمراض فتكًا في العالم، إذ تتراوح نسبة الوفيات بين 24% إلى 88% حسب جودة الرعاية الصحية ويأتي مصدر الفيروس الأساسي من خفافيش الفاكهة قبل أن ينتقل إلى البشر ثم ينتشر بينهم عبر ملامسة سوائل الجسم أو الأسطح الملوثة.
الأعراض وطريقة ظهور المرض
يبدأ المرض بشكل مفاجئ بعد فترة حضانة تمتد من 2 إلى 21 يومًا، وتظهر الأعراض كالآتي
- ارتفاع شديد في الحرارة
- صداع مؤلم وآلام في العضلات
- قيء وإسهال حاد بعد يومين أو ثلاثة
- إرهاق شديد وجفاف
- وفي الحالات المتقدمة نزيف داخلي وخارجي قد يؤدي للوفاة إذا لم يتلقّ المريض الدعم الطبي الفوري
وتشير التقارير من إثيوبيا إلى أن أغلب الحالات واجهت تدهورًا سريعًا خلال أسبوع من ظهور الأعراض.
استجابة إثيوبيا والدعم الدولي
فعّلت الحكومة الإثيوبية غرفة طوارئ صحية وبدأت عزل الحالات وتعقب المخالطين بينما أرسلت منظمة الصحة العالمية فريقًا متخصصًا لتقديم الدعم الفني بالإضافة إلى تزويد المستشفيات بمعدات الحماية الشخصية وأدوات العزل ووفقًا للبيانات الرسمية يتم فحص مئات الأشخاص ممن تعاملوا مع الحالات المصابة خلال الأيام الماضية لضمان منع انتشار المرض خارج حدود المنطقة.
هل التفشي خطر على المنطقة؟
خبراء الصحة يؤكدون أن الوضع تحت السيطرة حتى الآن لكن الحذر واجب فالفيروس سريع الانتقال وأي إهمال في تتبع المخالطين أو تأخر في الكشف قد يؤدي إلى انتشار أوسع خصوصًا في المناطق التي تفتقر للبنية الصحية الكافية ورغم المخاوف تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الشفافية الإثيوبية وسرعة استجابتها قد تمنع كارثة صحية أكبر.
طرق الوقاية المطلوبة حاليًا
حتى الآن لا يوجد علاج مضاد أو لقاح مرخّص لفيروس ماربورغ لذا تعتمد الوقاية على
- _ تجنب ملامسة المرضى أو سوائل أجسامهم
- _ غسل اليدين باستمرار
- _ الالتزام بالإجراءات الصحية في المستشفيات
- _ تجنب الكهوف أو الأماكن التي تأوي خفافيش الفاكهة
- _ التعامل الآمن مع الجثث في التجمعات المجتمعية
خلاصة الوضع الحالي
تفشي ماربورغ في إثيوبيا هو تحذير جديد من قدرة الفيروسات النزفية على الظهور المفاجئ لكنه في الوقت نفسه مثال على أهمية التحرك السريع والتنسيق الدولي ومع استمرار إجراءات العزل وتتبع المخالطين تبقى الآمال كبيرة في احتواء التفشي قبل تمدده.
