

تُعد الأسماك من أهم مصادر البروتين التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه اليومي، ومع تزايد الإقبال على تناولها ظهرت تساؤلات كثيرة حول الفرق بين السمك البلدي والسمك المزارع، فلكل نوع خصائصه المميزة التي يمكن من خلالها تحديد مصدره وجودته، حيث يختلف السمك البلدي عن المزارع في عدة جوانب أساسية مثل الحجم والرائحة واللون وحتى محتويات البطن، وهو ما يجعل الخبراء والصيادين المتمرسين قادرين على تمييزها بسهولة، إلا أن المستهلك العادي يمكنه أيضًا معرفة الفروق ببعض الملاحظات البسيطة عند الشراء، وذلك لتجنب الغش وضمان تناول أسماك طازجة وصحية تعود بالنفع على الجسم.
الاختلاف في الحجم والشكل
عند النظر إلى السمك البلدي، ستلاحظ أنه يختلف في الحجم والشكل من سمكة لأخرى، لأن نموه يتم طبيعيًا في بيئته الأصلية سواء كانت بحرية أو نيلية، أما أسماك المزارع فتبدو متشابهة في الحجم بشكل واضح، نتيجة لتربيتها في بيئة واحدة وتغذيتها بنفس النظام، مما يجعل شكلها متقاربًا ويصعب التفريق بينها إلا عبر الرائحة واللون.
اللون ودلالته على البيئة
يُعد اللون من أبرز العلامات التي تساعد في التفرقة بين السمك البلدي والمزارع، فالأسماك البلدية تتنوع ألوانها وتكون غالبًا أغمق قليلًا بسبب حركتها في المياه الطبيعية وتعرضها للشمس، بينما الأسماك المزارع تميل إلى اللون الفاتح أو البني الغامق نظرًا لعيشها في بيئة محدودة الحركة ومياه راكدة نوعًا ما، لذلك فإن السمك البلدي يبدو أكثر حيوية ولمعانًا.
الرائحة مؤشر واضح للجودة
تتميز الأسماك البلدية برائحة يود مميزة في الأنواع البحرية، أو رائحة مياه وحشائش النيل في الأنواع النيلية، وهذه الرائحة تعتبر دليلًا قويًا على الطزاجة والمصدر الطبيعي، بينما تفتقر أسماك المزارع لهذه الرائحة وتنبعث منها أحيانًا رائحة طين نتيجة المياه الراكدة التي تربى فيها، وهي علامة يمكن ملاحظتها بسهولة عند الشراء.
الخياشيم ولمعانها الطبيعي
الخياشيم تُعد من أولى العلامات التي يعتمد عليها خبراء الأسماك لتحديد جودة ونوع السمك، فالأسماك البلدية تمتاز بخياشيم وردية أو حمراء زاهية اللون وخالية من الشوائب، أما أسماك المزارع فتكون خياشيمها داكنة وتميل إلى البني، وقد تجد فيها بقايا طين أو آثارًا ناتجة عن بيئة التربية المغلقة، لذا من المهم فتح الخياشيم قبل الشراء والتأكد من لونها ورائحتها.
محتويات البطن ودورها في التمييز
عند فتح بطن السمك البلدي، تجد غالبًا بقايا طعام طبيعي من بيئته مثل القشريات الصغيرة أو الأصداف أو حتى الجمبري، كما تكون أنسجة البطن داكنة اللون، في حين أن الأسماك المزارع تحتوي على بقايا أعلاف صناعية أو تكون معدتها فارغة بسبب طريقة التغذية المنتظمة، وهو ما يعكس الفارق بين البيئة الطبيعية والبيئة الصناعية في النمو.
ملاحظات إضافية مهمة
قد يختلط الأمر أحيانًا على المشتري عند رؤية قشور سوداء أو داكنة على جسم السمكة، إلا أن هذه العلامة لا تكفي وحدها للحكم على نوعها، إذ يمكن أن تظهر القشور السوداء حتى في الأسماك المزارع بسبب الطين أثناء عملية الجمع، لذلك من الأفضل الاعتماد على المزيج الكامل من العلامات مثل الرائحة والخياشيم والحجم للوصول إلى التمييز الصحيح بين النوعين.