
العلاقات المصرية السعودية الإماراتية: دعائم الوحدة العربية
تمثل العلاقات بين مصر والسعودية والإمارات إحدى الأسس الرئيسية في العالم العربي والإسلامي. إنها علاقات تاريخية متجذرة، لا تتأثر بالشائعات أو التحليلات السطحية. وفي هذا السياق، أكد الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي البارز، على أن الأحاديث عن وجود خلافات أو توترات بين هذه الدول لا تعكس الواقع، معتبراً أن التعاون بين القاهرة والرياض وأبوظبي نموذجًا لوحدة المصير العربي. جاءت تلك التصريحات خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر” عبر شاشة “MBC مصر”، حيث ناقش العديد من المحاور التي تتعلق بتاريخ العلاقات العربية ودور القادة التاريخيين في تشكيل مصير المنطقة.
العلاقات التاريخية: من جمال عبدالناصر إلى الملك عبدالعزيز
استعرض الدكتور مصطفى الفقي أبرز المحطات التاريخية التي أحدثت تغييرات جذرية في المنطقة العربية، مشيرًا إلى الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، ودوره الفريد في توحيد البلاد وإرساء قواعد دولة مؤثرة في الخليج العربي. كما تناول الفقي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، موضحًا كيف أن فترته كانت بمثابة نقطة تحول في الوعي العربي، حيث أظهر الرجل العربي بصورة قوية قادرة على مواجهة التحديات. وهكذا، تبرز ملامح التقاء مسيرتي عبدالناصر وعبدالعزيز، رغم تباين الخلفيات، كدليل على حاجة الأمة إلى قادة يتركون بصماتهم في التاريخ.
أما العلاقات بين مصر والسعودية، فقد أشار الفقي إلى أن القاهرة تولي أهمية كبيرة للجوانب الروحية والأخلاقية في هذا السياق. فقد سعى عبدالناصر لتحسين العلاقات مع الرياض، رغم التوترات الماضية المرتبطة بحرب اليمن. وأكد الفقي أن العلاقة بين البلدين ليست مجرد مصالح سياسية، بل تمتد لتشمل الروابط الدينية والثقافية، مما يجعلها نموذجًا فريدًا للتعاون العربي.
تماسك العلاقة ودورها في الاستقرار الإقليمي
تحدث مصطفى الفقي عن زيارة الرئيس السيسي الأخيرة للسعودية، مسلطًا الضوء على أنها ضربة قاضية لمزاعم التوتر. فقد أظهرت هذه الزيارة مدى قوة العلاقات وحرص القيادتين على تعزيز التعاون في مجالات متعددة. وبيّن أن التعاون بين مصر والسعودية أثبت أنه صمد أمام التحديات، وأن هناك قاعدة صلبة من الثقة والاحترام بينهما.
وأضاف بأن العلاقات المصرية السعودية والإماراتية تشكل مثلث القوة الذي يساهم بشكل كبير في الحفاظ على الأمن القومي العربي. وتناول الحديث عن التعاون الثلاثي، موضحًا أنه ليس مبنيًا على تحالفات عابرة، بل على فهم عميق للمصير المشترك. وأكد الفقي أن التعاون بين هذه الدول يمثل صمام أمان للمنطقة، ويشكل أحد عوامل التوازن في مواجهة التحديات مثل الإرهاب والصراعات.
وفي الختام، شدد الدكتور مصطفى الفقي على ضرورة استعادة روح التعاون العربي، معتبراً أن مصر والسعودية والإمارات قادرة على أن تكون نواة حقيقية لهذه الوحدة. وأكد أن هذا التعاون لا يعني إلغاء الخصوصيات الوطنية، بل يتطلب تنسيق المواقف تجاه القضايا المصيرية. وأشار إلى أن الشراكات العربية القوية ستكون هي الرهان الحقيقي نحو مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف المستقبلية.