
أطلق صاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عيّاف، برنامج تحوّل الرياض البلدي الذي يمثل نقلة نوعية في أسلوب إدارة العاصمة وتطويرها، يأتي هذا البرنامج ليؤكد دخول الرياض مرحلة جديدة من الإدارة الحضرية المتقدمة، تعيد صياغة العلاقة بين المواطن والمدينة، وتعزز دور الأمانة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
رؤية عملية تواكب تطلعات السكان
أمين الرياض بصوته الهادئ ونهجه العملي، يقود تحوّلًا استراتيجياً يهدف إلى تحويل العمل البلدي من النمط التقليدي إلى نموذج حديث أكثر مرونة وكفاءة، تم إعادة هيكلة البلديات لتتحول من 16 بلدية فرعية إلى خمسة قطاعات رئيسية، تعمل بأسلوب تكاملي يخدم الأحياء بفعالية أكبر.
كما أطلقت الأمانة مكاتب “مدينتي” لتكون همزة وصل مباشرة بين المواطن والجهات التنفيذية، مما عزز سرعة التواصل وجودة الخدمات اليومية.
مسيرة علمية ومهنية رائدة
الأمير فيصل بن عبدالعزيز من أبناء الرياض الذين جمعوا بين الشغف بالمدينة والتميز العلمي، درس العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود، قبل أن يتابع دراساته العليا في جامعتي كولومبيا وهارفارد، حيث نال درجتين في التصميم الحضري والإدارة الحضرية.
وقد ركزت أبحاثه على تحقيق التوازن بين التطور العمراني السريع والحفاظ على هوية المدن الخليجية، وهي فلسفة واضحة في رؤيته الحالية للعاصمة.
خبرة عالمية برؤية وطنية
بعد عودته إلى المملكة، عمل سموه في الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وشارك في مشاريع كبرى لتطوير البنية التحتية والمجال العام، وفي عام 2019 صدر الأمر الملكي بتعيينه أمينًا لمنطقة الرياض، ليبدأ مرحلة جديدة من التحول في أسلوب الإدارة البلدية.
ركز سموه على مفهوم أنسنة المدن، لتصبح الرياض أكثر قربًا من سكانها من خلال تطوير المساحات العامة وتشجيع الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
شراكة القيادة والإلهام الحضري
من أبرز ما يميز تجربة الأمير فيصل هو عمق علاقته برؤية القيادة، حيث ذكر في لقاء تلفزيوني موقفًا جمعه بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حين ناقشا معًا تفاصيل مواقع داخل العاصمة، هذا الموقف جسّد اهتمام القيادة بأدق تفاصيل المدينة، وكان دافعًا لسموه لمواصلة العمل اليومي لتجسيد رؤية ولي العهد على أرض الواقع.
مشاريع نوعية وحراك مستمر
خلال عامي 2025 و2026، شهدت الرياض طفرة عمرانية وإدارية كبيرة، مع إطلاق برنامج تحوّل الرياض البلدي الذي يعد أكبر عملية تطوير في تاريخ الأمانة.
تم إنشاء منظومة رقمية متكاملة لتسهيل الوصول إلى الخدمات عبر تطبيقات ذكية، إلى جانب مبادرات ميدانية كبرى لتحسين المشهد الحضري، وتجميل الجسور، وزراعة الأشجار المحلية في إطار مبادرة الرياض الخضراء.
فلسفة اللامركزية الذكية
يعتمد سموه على مبدأ اللامركزية الذكية في إدارة القطاعات البلدية، مما يجعل القرارات أكثر قربًا من السكان، ويمنح العمل البلدي روحًا حيوية تتفاعل مع احتياجات المجتمع.
هذا التوجه جعل الرياض نموذجًا حديثًا في الإدارة المحلية، ومثالًا يحتذى في الدمج بين التقنية والمشاركة المجتمعية.
نحو مدينة عالمية بمعايير حديثة
تسعى الأمانة بقيادة الأمير فيصل إلى تعزيز التعاون الدولي مع كبريات المدن العالمية، وتبادل الخبرات ضمن رؤية تجعل من الرياض مدينة جاذبة عالميًا.
ومن خلال مشاريع إكسبو 2025 والشراكات مع الجامعات والمؤسسات الدولية، تمضي العاصمة بثقة نحو مكانة عالمية تجمع بين الحداثة والهوية الوطنية.
رؤية الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عيّاف ليست مجرد خطة عمل، بل مشروع وطني يترجم طموحات القيادة في بناء مدينة نابضة بالحياة.
إن الرياض اليوم تعيش حراكًا تنمويًا غير مسبوق، يجمع بين التخطيط الذكي، والاستدامة، وجودة الحياة، لتصبح وجهة عالمية بمعايير إنسانية راقية.