الصحة العالمية: غزة تواجه خطر المجاعة في ظل انهيار صحي شامل

الوضع الكارثي في غزة: انعدام الأمن الغذائي والتدهور الصحي

وصف المسؤولون في منظمة الصحة العالمية الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة، وخاصةً في الشمال، بأنها تتسم بالكوارث، مشيرين إلى خطر تفشي المجاعة والانهيار الكامل للنظام الصحي.

أزمة غذائية وصحية حادة

قال طارق يشارفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، في حديثه مع وسائل الإعلام، إن هناك حالات من سوء التغذية الحادة، بالإضافة إلى تسجيل وفيات مرتبطة بنقص الغذاء. وأكد على الحاجة الملحة للوصول الإنساني العاجل إلى جميع أنحاء غزة لتوفير الإغاثة والمستلزمات الطبية.

وكشف أن نصف المستشفيات في القطاع توقفت عن العمل تمامًا، بينما يقدم النصف الآخر خدمات محدودة بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية والغذاء. وبينما تقوم بعض المنظمات بإجراء مسوحات لقياس مستوى القلق الغذائي، أظهرت النتائج أن الوضع قد تجاوز حدود المجاعة، مشيرًا إلى مشاهد مؤلمة لأطفال يتعرضون لصعوبات غذائية، بل ويعانون من الخوف الشديد بمواجهة أوامر الإخلاء المتكررة.

وفيما يتعلق بعدد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، أوضح أنه من الصعب تحديد أرقام دقيقة بسبب الارتباط الوثيق بين الجوع والأمراض. فالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، مما يؤدي إلى مشاكل في النمو الجسدي والعقلي في المستقبل. كما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية حدوث وفيات نتيجة نقص التغذية، وتدعم التقارير الميدانية هذه المعلومات، ولكن أحمد على أي عدد من الضحايا يعد غير مقبول وأنه ينبغي ألا يعاني أحد من الجوع.

وفيما يتعلق بمساعي إدخال المساعدات، تحدث يشارفيتش عن العقبات التي تعيق هذا الإجراء، مشيرًا إلى الحصار الذي شهدته المنطقة بين أشهر مارس ومايو الذي أدى إلى منع دخول الإمدادات بشكل كامل. وأكد أنه رغم دخول بعض المواد الطبية خلال الأيام الأخيرة، إلا أن الكميات لم تلبِ الحاجات الأساسية للمستشفيات.

وفي تقييمه للنظام الصحي في غزة، أكد يشارفيتش أن الوضع يزداد سوءًا حيث إن نصف المستشفيات معطلة والنصف الآخر بالكاد يعمل بسبب نقص الوقود والأدوية، بالإضافة إلى استنزاف جهود الطواقم الطبية المتاحة.

وأشار إلى أن هناك محاولات لإرسال فرق طبية أجنبية، لكن السلطات المحلية رفضت منح تأشيرات دخول لعدد من الفرق الطبية، بما في ذلك جراحون مختصون. وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل 1400 من العناصر الصحية واحتجاز 330 آخرين. كما دان الهجمات على المنشآت الصحيّة والإنسانية، معربًا عن قلقه البالغ إزاء الهجمات المتكررة على العاملين في هذا القطاع.

واختتم حديثه داعيًا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تدهور النظام الصحي، مشددًا على أهمية الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار حتى يتمكن قطاع الصحة من التعافي وتلبية احتياجات الشعب الغزي.

في نهاية الحوار، دعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لتفادي كارثة إنسانية شاملة في غزة، مؤكدًا على ضرورة القيادة السياسية نحو إنهاء النزاع والسماح بدخول المساعدات الإنسانية المناسبة ومواد الغذاء لتخفيف الكابوس الذي يعيش فيه السكان.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *