
الهجوم السيبراني الصيني
في قلب صراع النفوذ بين الولايات المتحدة والصين، ومع تصاعد التوترات في حرب التجارة، وازدياد المخاوف من أزمة تايوان التي قد تؤدي إلى نزاع عسكري، شنت الصين هجوماً إلكترونياً غير مسبوق تم في سرية تامة. بعد سنوات من الاختراقات المحدودة التي استهدفت شركات أميركية ومرافق الطاقة، أظهرت التحقيقات وجود عملية تجسس كبيرة يقودها مجموعة “سالت تايفون” المرتبطة بالصين. بدأ هذا الهجوم منذ سنوات ليتوسع ليشمل أكثر من 80 دولة، مع تركيز خاص على الولايات المتحدة وحلفائها. من المحتمل أن يكون هذا الهجوم قد جلب معه سرقة بيانات شخصية ومعلومات حساسة تخص ما يقرب من كل مواطن أميركي، مما يعكس نطاق وعمق التهديد.
التهديد السيبراني
تشكل خطورة هذا الهجوم في استهدافه قطاعات حيوية، حيث طالت أهدافه شركات الاتصالات والبنية التحتية العسكرية في الولايات المتحدة والدول المستهدفة. هذه الأبعاد العسكرية والاستخباراتية تمنح الصين قدرة أعلى على رصد السياسيين والجواسيس والنشطاء في جميع أنحاء العالم. هذا الأمر يعكس أن قدرات الصين في مجال الحرب السيبرانية باتت تضاهي بالفعل القدرات التي تمتلكها واشنطن وحلفاؤها.
مع استمرار تدهور العلاقات بين القوتين العظميين، يصبح من الواضح أن الحرب السيبرانية لن تقتصر على اختراقات بسيطة، بل ستتحول إلى معركة استراتيجية قد تؤثر على الأمن القومي وسياستهم الخارجية. تعد المعلومات المسروقة من الأصول الحيوية في الصراعات الحديثة، حيث يمكن استخدامها لضرب نقاط الضعف في الخصوم. كما أن التصعيد في هذا النوع من الصراع يعني أن الدول تتجه نحو استخدام التقنية كوسيلة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، مما يزيد من التوترات العالمية. في المقابل، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها تعزيز قدراتهم الدفاعية في الفضاء السيبراني لمواجهة هذا التهديد المتصاعد. إن التحالفات في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني ضرورية للبقاء في طليعة هذه المعركة المعقدة.