
ضم إسرائيل للضفة الغربية وتأثيره على العلاقات الإقليمية
أبلغت دولة الإمارات العربية المتحدة الإدارة الأمريكية بأن خطط إسرائيل لضم الضفة الغربية المحتلة قد تلحق ضرراً اتفاقات أبراهام وتهدد آمال الرئيس دونالد ترامب في توسيعها. ووفقاً للعديد من المصادر المطلعة، تفكر إسرائيل في ضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية استجابةً لرغبة عدد من الدول الغربية في الاعتراف بدولة فلسطين.
الخطوة الإسرائيلية وأثرها المحتمل
تشير التقارير إلى أن الرئيس ترامب هو اللاعب الأجنبي الوحيد القادر على منع هذا الضم، حيث حذرت الإمارات من أن عدم اتخاذه موقفاً قد يؤدي إلى انهيار جزء أساسي من سياسته الخارجية. وقد كانت أبوظبي أول دولة عربية تدين الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر، واستمرت في الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل خلال فترة الحرب في غزة، مما دفعها للعمل مع الحكومة الإسرائيلية لوضع خطة ما بعد الحرب. ورغم ذلك، أكدت الإمارات سراً وبشكل علني أنها تعتبر ضم أجزاء من الضفة الغربية “خطاً أحمر”.
وحذر مسؤول إماراتي رفيع من أن أي تنفيذ لتلك الخطط سيؤدي إلى أضرار جسيمة في العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، ويجعل من المستحيل تحقيق رؤية التكامل الإقليمي. فعلى إسرائيل الآن أن تختار بين الضم أو التكامل الإقليمي.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش العديد من السيناريوهات المتعلقة بالضم في الفترة الماضية، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي قرارات نهائية حتى الآن. وقد سبق أن أعاق الرئيس ترامب عمليات الضم في فترته الأولى مرتين، ولكنه لم يتخذ موقفاً واضحاً حتى الآن بشأن هذه القضية. تشير معلومات إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في اجتماعات خاصة، أعرب عن عدم معارضته لضم الضفة الغربية، وهو ما قد يهدد بقطع التواصل بين إدارة ترامب والدول العربية.
من جهة أخرى، يعتقد المبعوث الرئاسي الأمريكي أن عمليات الضم ستعقد جهود الولايات المتحدة للتعاون مع الدول العربية بشأن خطة ما بعد الحرب في غزة، وقد تقوض أيضاً فرص إجراء صفقة سلام سعودية إسرائيلية.
كان قد تم الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل في عام 2020 على أن تستبعد إسرائيل عمليات الضم كشرط للمضي قدماً في الاتفاقات، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين يعبرون عن وجهة نظر أن هذا الالتزام كان محددًا بوقت معين وقد انتهى. بينما يؤكد المسؤولون الإماراتيون أن أي خطوة نحو الضم ستعتبر انتهاكًا لروح تلك الاتفاقات.
خلال الأسبوعين الماضيين، أجرت الإمارات محادثات مع البيت الأبيض وحكومة نتنياهو لتحذيرهم من النتائج السلبية التي قد تترتب على الضم، ورفض المسؤولون الإماراتيون التعليق على تلك المناقشات التي تمت ولكنهم لم ينكروا وجود قلق عميق في أبو ظبي.
يبدو أن التحذيرات لن تؤدي إلى تهديد مباشر بإلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل، ولكن المسؤولين الإماراتيين لا يستبعدون ذلك أيضًا. ورغم تصاعد المخاوف، تؤكد المستشارة الأولى لوزير الخارجية الإماراتي أن أبوظبي تعتقد أن لإدارة ترامب الأدوات اللازمة للتأثير على السياسة الإسرائيلية لمنع الضم.
في الأيام المقبلة، من المتوقع أن يُجري نتنياهو اجتماعات إضافية حول خطط الضم، حيث يتطلع إلى التواصل مع كبار الشخصيات مثل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي والمشاركة في أحداث سياسية مهمة.