ردم الفجوة الرقمية
استعرضت المملكة العربية السعودية، من خلال هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، نتائج دراسة مبتكرة خلال الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات «GSR25»، تعكس التزام المملكة بتحسين الاتصال والتواصل بين المجتمعات على مستوى العالم، وخاصة تلك الفئات التي لم تتصل بعد بالإنترنت. تأتي هذه الدراسة كجزء من المبادرة “ربط البشرية” التي أطلقتها المملكة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات، حيث تستهدف توفير حلول مستدامة ومنخفضة التكلفة تسهم في عملية سد الفجوة الرقمية على صعيد الربط والبنية التحتية والقدرات وتكاليف الوصول.
تحقيق الشمول الرقمي
أكدت الهيئة أن هذه المبادرة تأتي ضمن التزام المملكة بدعم الجهود الدولية وتبني أفضل الممارسات التي تسهم في تقليص الفجوة الرقمية بين الشعوب. تهدف الدراسة إلى تسريع استفادة المجتمعات من التقنيات الحديثة بما يتماشى مع التحولات العالمية نحو الاقتصاد الرقمي والتنمية المستدامة. يظهر ذلك بوضوح الدور القيادي الذي تتبناه المملكة كشريك فعال في الاتحاد الدولي للاتصالات، حيث تسعى لتعزيز الشمول الرقمي عبر مبادرات تشاركية تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والتوعوية، مما يمكّن الفئات المجتمعية، خصوصاً في الدول النامية، من الاندماج في الفضاء الرقمي.
واستناداً إلى الدراسة الفنية المرافقة، فقد تبين أن تحقيق اتصال شامل وسد الفجوة الرقمية عالمياً بحلول عام 2030 يتطلب استثمارات تتراوح بين 2.6 و2.8 تريليون دولار أمريكي، مما يعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها المجتمع الدولي وضرورة تكاتف الجهود لابتكار حلول قابلة للتنفيذ. تهدف الدراسة أيضاً إلى صياغة نماذج شراكة فعّالة تعزز التعاون الدولي وتضاعف من الآثار التنموية من خلال التركيز على الحلول الابتكارية والإستراتيجيات المرنة.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الدراسة على إعداد قائمة بالمشاريع التحولية للشمول الرقمي (DITPs) لتسريع عملية تقليص الفجوة الرقمية. تؤكد هذه الجهود على المكانة الريادية للمملكة في قيادة المبادرات الدولية والمساهمة في صياغة السياسات التنظيمية المستقبلية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات. يعكس ذلك قدرة المملكة على أن تكون لاعباً محورياً في المشهد الرقمي العالمي، ويبرز دورها في بناء جسور تقنية تسهم في ترابط البشرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين الإقليمي والدولي.