كاتب يبرز ضرورة إنشاء أرشيف وطني لحفظ تاريخ الصحافة السعودية

كاتب يبرز ضرورة إنشاء أرشيف وطني لحفظ تاريخ الصحافة السعودية

أهمية الأرشيف الوطني للصحافة السعودية

أكد الكاتب والإعلامي د. سعود كاتب أن إنشاء أرشيف وطني للصحافة السعودية لن يسهم فقط في حفظ تاريخ الكلمة المكتوبة، بل سيمثل أيضًا منصة معرفية تعزز الدراسات الأكاديمية، وتساعد في فهم تطور المجتمع السعودي. في مقاله الذي نُشر في صحيفة المدينة تحت عنوان “أرشيف الصحافة.. ذاكرة وطنية لا تحتمل الضياع”، أشار إلى أنه قد حان الوقت لتناول الصحافة كتراث غير مادي يستحق العناية والاهتمام، مثلما نحرص على حماية آثارنا ومخطوطاتنا.

تراث الصحافة كمصدر قيم

كتب د. سعود كاتب بأن قيمة الصحافة تتجاوز مجرد نقل الأخبار أو تحليل الأحداث، إذ إنها تُعتبر مرآة تعكس ملامح المجتمع وتعبر عن وعيه الجمعي عبر الزمن. الصحف المحلية ليست مجرد مطبوعات صدرت خلال فترة معينة، بل هي جزء من الذاكرة الوطنية التي ينبغي الحفاظ عليها وحمايتها من الاندثار. وأضاف أن الساحة الإعلامية في المملكة شهدت على مدار عقود مجموعة من الصحف البارزة، التي لعبت دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام ورصد التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والرياضية. ومع ذلك، فإن عددًا من هذه الصحف قد توقفت عن الطباعة، مما أدى إلى فقدان مواد غنية مثل مقالات وتحقيقات وصور كانت تمثل عصورًا كاملة. ومن أشهر هذه الصحف: الندوة، الشرق، والحياة، حيث أن فقدان أرشيفها يُعد خسارة معرفية وثقافية وتاريخية.

وأكد الكاتب أنه بسبب هذه المشكلة، أطلق نداءً عبر تغريدة في بداية عام 2021 داعيًا الجهات المختصة إلى التدخل لحماية تلك النفائس من الضياع. وقد جاء رد إيجابي من دارة الملك عبدالعزيز التي أبدت استعدادها لحفظ أرشيف هذه الصحف، ولكن مرت خمس سنوات تقريبًا دون أن يتم تحقيق هذا المشروع. لذا، أصبح من الضروري إنشاء أرشيف وطني رقمي يجمع كافة الصحف السعودية منذ نشأتها وحتى الآن، ليكون مرجعية غنية للباحثين والمؤرخين ومحبي المعرفة.

كما أشار الكاتب إلى التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال، مثل التجربة الكويتية التي أطلقت موقعًا رقميًا لأرشيف صحفها، والذي يسهل وصول الباحثين والإعلاميين إلى محتويات الصحف القديمة بسهولة ويسر. وعلى نطاق أوسع، تعتبر مكتبة الكونجرس الأمريكية مثالًا عالميًا يحتفظ بآلاف النسخ الورقية والرقمية، ويتيح الوصول إليها ضمن نظام متكامل للحفظ والاسترجاع.

في الختام، شدد د. سعود كاتب على أن إنشاء أرشيف وطني للصحافة السعودية هو ضرورة وطنية لحماية الذاكرة الجمعيّة. يجب أن تُحافظ مقالات الرأي والتحقيقات والصور كأدلة رقمية حية على تاريخ الوطن، فلا يُفترض أن تختفي بسبب قرارات فردية بإغلاق الصحف أو تعطيل المطابع.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *