العراق يحتفل بافتتاح جامع النوري ومئذنته الحدباء مع تعزيز دور الإمارات في المشروع

العراق يحتفل بافتتاح جامع النوري ومئذنته الحدباء مع تعزيز دور الإمارات في المشروع

إعادة إعمار جامع النوري الكبير في الموصل

بغداد: زيدان الربيعي، وكالات عكست لحظات تاريخية رائعة في افتتاح جامع النوري الكبير الذي تم تدشينه أمس الاثنين من قبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في قلب مدينة الموصل القديمة. يأتي هذا الافتتاح بعد سنوات من الدمار الذي حل بالمسجد نتيجة هجمات تنظيم «داعش» الإرهابي. حيث أشار السوداني إلى الأثر الإيجابي الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة التي دعمت إعادة إعمار المسجد ضمن مشروع «إحياء روح الموصل»، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

ترميم المعالم التاريخية

وكان من بين الحضور الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الدولة وعدد من المسؤولين في هذا الاحتفال التاريخي. واعتبر السوداني أن إعادة إعمار هذا المعلم الرائد، بما في ذلك مئذنته الحدباء، يعد انتصاراً على قوى الإرهاب، مشيراً إلى أهمية الجامع كرمز للتاريخ الإسلامي في العراق، ودليلاً على استمرار تآخي وتعايش فئات المجتمع. وعبر عن شكره لكل من ساهم في هذا الإنجاز، معبراً عن تقديره لدور الإمارات و«اليونسكو» والجهات المحلية والدولية في إعادة هذا الإرث الثقافي.

وأكد السوداني على أن ترميم المئذنة الحدباء يعد علامة بارزة على الانتصار على قوى الظلام التي حاولت زعزعة استقرار الشعب. ولفت إلى أن الاعتداء على المئذنة كان محاولة لقطع الروابط التاريخية لمدينة الموصل، بينما يعكس هدم المساجد مثل الجامع النوري وجامع النبي يونس التدهور الأخلاقي للإرهاب. من جانبها، أشادت وزيرة الثقافة بالدور الفعّال لأهالي الموصل والحكومة العراقية وشركاء العمل الدوليين في إنجاح مشروع إعادة الإعمار.

قالت نورة الكعبي أثناء كلمتها في الاحتفال إن مدينة الموصل قد أظهرت القدرة على تجاوز المحن، مشيرة إلى أن المشروع يعكس الروح التعددية التي كانت تعرف بها المدينة على مدى قرون. كما علق نائب مدير «اليونسكو»، شينج كو، بأن الموصل تمثل مثالا فريدا على التنوع الديني والثقافي، مشيداً بجهود إعادة الإعمار التي رعتها المنظمة ودعمتها الإمارات. وشمل مشروع «إحياء روح الموصل» إعادة بناء 120 منزلاً وكنيستين تاريخيتين، مما يعكس ولادة جديدة للمدينة.

يعتبر جامع النوري الكبير من المعالم التاريخية البارزة في العراق، إذ يقع في الجانب الغربي للموصل، وقد تأسس في القرن السادس الهجري على يد نور الدين زنكي. على الرغم من أنه أعيد إعماره عدة مرات، فإن المنارة الحدباء تظل واحدة من رموز المدينة الباقية، حيث تشتهر بشكلها الفريد وارتفاع 55 متراً. كذلك شهدت المدينة افتتاح كنيسة الطاهرة الكاثوليكية للسريان وكنيسة الساعة للآباء الدومينيكان، في خطوة تهدف إلى ترميم النسيج الاجتماعي والديني بعد الأضرار التي لحقتها جراء اعتداءات «داعش» في عام 2014.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *