تعاون لبناني سعودي يسجل نجاحاً باهراً في إحباط شحنة كوكايين بقيمة 15 مليون دولار رغم توتر العلاقات

نجاح مبادرة مشتركة بين لبنان والسعودية لمواجهة تهريب المخدرات

أعلن وزير الداخلية والبلديات اللبناني أحمد الحجار عن تحقيق إنجاز كبير في عملية أمنية مشتركة بين لبنان والسعودية، حيث تم ضبط كمية ضخمة من الكوكايين قيمتها حوالي 15 مليون دولار. يعتبر هذا النجاح مؤشراً على تحسن العلاقات الأمنية بين البلدين بعد فترة من التوتر الدبلوماسي. وأوضح الحجار أن التعاون المثمر مع المملكة كان له دور فعال في مواجهة الشبكات الإجرامية التي تتخصص في تهريب المخدرات باستخدام أساليب معقدة، مشيراً إلى أن المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي قدمتها السلطات السعودية كانت جوهر نجاح هذه العملية.

تحقيق إنجازات في مكافحة شبكات تهريب المخدرات

تمكنت العملية من إحباط تهريب 125 كيلوغراماً من الكوكايين، حيث كانت هذه الشحنة مخبأة بطرق احترافية ضمن 840 غالوناً من الزيوت والشحوم الصناعية، في محاولة للاختباء عن أنظمة التفتيش. انطلقت هذه الشحنة من البرازيل، واتخذت مسارًا معقدًا عبر سلطنة عمان قبل وصولها إلى ميناء طرابلس في شمال لبنان. وقد أكّد العميد طلال الشلهوب، المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، أن الجهود الاستباقية لرصد أنشطة الشبكات الإجرامية، استنادًا إلى المعلومات التي قدمتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات، كانت العامل الرئيس وراء إحباط هذه العملية.

تمثل هذه الجهود المشتركة علامة إيجابية على تطور العلاقات اللبنانية-السعودية، خاصةً بعد فترة من التوتر الدبلوماسي المرتبط بمخاوف سعودية من تحول لبنان إلى نقطة انطلاق لتهريب المخدرات نحو أراضي المملكة. وقد تطلب ذلك تعليق بعض صادرات لبنان إلى المملكة. تعكس الاستراتيجيات الاستخباراتية والتقنية التي قدمتها الرياض التزام المملكة بدعم المؤسسات اللبنانية، لا سيما الأجهزة الأمنية، في مواجهة التحديات التي فرضتها الفوضى السياسية والاقتصادية.

كما أكد وزير الداخلية اللبناني على توقيف شخصين في إطار هذه العملية، مُشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لملاحقة متورطين آخرين يُعتقد أنهم ينتمون إلى شبكة إقليمية واسعة لتهريب المخدرات تمتد عبر عدد من الدول. تأتي هذه الخطوات كجزء من جهود إقليمية أوسع تحت قيادة السعودية، تهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود، سواء البرية أو البحرية، وبخاصة من الدول المنتجة للمواد المخدرة. وتأمل السلطات اللبنانية أن تسهم هذه العملية الناجحة في تعزيز ثقة المجتمعين العربي والدولي في قدرة لبنان على السيطرة الأمنية، وأن تعمل على استعادة العلاقات مع دول الخليج، في ظل الأزمات الاقتصادية المتزايدة التي تستدعي تعاوناً إقليمياً ملحاً.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *