
تحليل السوق السعودي وتأثير العوامل الخارجية
يعتبر السوق السعودي مميزًا عن باقي الأسواق المالية نظرًا للوزن الكبير لسهم أرامكو فيه. وقد أشار إكرامي عبدالله، كبير المحللين الماليين في صحيفة الاقتصادية، إلى أن تأثير أسعار النفط يجعل السوق السعودي أكثر تعرضًا للتقلبات العالمية مقارنة بالأسواق الأخرى. وفي هذا السياق، أضاف عبدالله أن السوق يحتاج إلى ثلاثة عوامل رئيسية لتعزيز نموه في الوقت الحالي: الأول هو خفض أسعار الفائدة، الذي سيزيد من جاذبية العوائد في السوق السعودي بالمقارنة مع الأصول الاستثمارية الأخرى، بالإضافة إلى خفض التكاليف عن كاهل الشركات، مما يساعد على تعزيز أرباحها. الثاني هو زيادة أرباح الشركات، حيث إذا شهدت الشركات نموًا ملحوظًا في الأرباح، فمن المتوقع أن تنمو التوزيعات النقدية، مما يجعل الأسهم أكثر جذبًا للمستثمرين. أما العامل الثالث، فيتعلق باستقرار أسعار النفط، حيث يتوجب أن تبقى الأسعار فوق 70 دولارًا للبرميل لتعزيز أرباح أرامكو وشركات البتروكيماويات.
التوقعات وآفاق الأسهم في السوق السعودي
وفيما يتعلق بسهم شركة مجموعة منزل للتسويق والتجارة، أوضح إكرامي عبدالله أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الشركة قد تواجه بعض التحديات بعد إدراجها في السوق الرئيسية. حيث تم طرح السهم بسعر مكرر أعلى من المعدل الحالي للسوق، الأمر الذي قد يؤثر في الطلب الأولي من المستثمرين. ومع ذلك، أشار إلى بعض الجوانب الإيجابية، مثل ارتفاع أرباح الشركة بنسبة 21% في النصف الأول من العام وتحسن هوامش الأرباح بشكل ملحوظ. كما أعلن البنك عن توزيع أرباح نقدية بمقدار ريال ونصف للسهم، وهو ما قد يعزز العائد التوزيعي ليصل إلى 3.5% ويعزز جاذبية السهم للمستثمرين.
أما بالنسبة لسهم البنك العربي الوطني، فقد أوضح إكرامي عبدالله أن التراجعات التي شهدها السهم مؤخراً جاءت بعد فترة من الارتفاعات الملحوظة. والسبب في ذلك هو إعلان البنك عن شراء 10 مليون سهم كأسهم خزينة مخصصة للموظفين، مما أدى إلى خلق طلب كبير على السهم. ومع الإعلان عن تخصيص الأسهم، كان من المتوقع حدوث انخفاض في السهم نتيجة لجني الأرباح بعد هذا الإعلان، وهو ما يعكس تقلبات السوق وتأثيرات الأخبار المالية على الأسهم.