
يشهد قطاع النقل الجوي في المملكة العربية السعودية تحولاً غير مسبوق بفضل جهود المهندس إبراهيم العمر، المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية، الذي يقود مرحلة جديدة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للطيران والخدمات اللوجستية. يأتي هذا التحول انسجاماً مع رؤية السعودية 2030 التي تركز على التنوع الاقتصادي وتطوير البنية التحتية.
في عام 2024، تمكنت الخطوط السعودية من نقل أكثر من 35 مليون مسافر، مسجلة زيادة بنسبة 15% عن العام السابق، كما قامت بتنفيذ أكثر من 193 ألف رحلة بزيادة قدرها 10%. حققت الشركة معدل دقة إقلاع بلغ 89.1%، وارتفع مؤشر رضا العملاء ليصل إلى 32.7 نقطة، ما يعكس تحسنًا تشغيليًا واضحًا يعزز مكانة الشركة بين أبرز شركات الطيران على مستوى العالم.
تحولات استراتيجية وتوسع في الأسطول
في خطوة تاريخية، أعلنت الخطوط السعودية في مايو 2024 عن توقيع أكبر صفقة طائرات في تاريخ المملكة مع شركة إيرباص لشراء 105 طائرات جديدة من طراز A320neo وA321neo. وفقًا لما ذكرته مصادر متعددة، تستهدف الشركة الوصول إلى 300 طائرة بحلول عام 2032، من بينها 100 طائرة كهربائية لتعزيز استراتيجيات الاستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركة على توسيع شبكة وجهاتها لتتجاوز 140 وجهة عالمية، مما يسهم في تعزيز الربط بين القارات الثلاث وتحويل المملكة إلى محور رئيسي للنقل الجوي.
انتعاش سياحي ودعم اقتصادي
يتزامن نمو الخطوط السعودية مع طفرة سياحية غير مسبوقة، حيث تم تسجيل 8.6 ملايين زائر دولي للمملكة في الربع الأول من عام 2025، بزيادة تصل إلى 48% عن نفس الفترة من العام السابق. كما أفادت التقارير بأن مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي مرشحة لتجاوز 10% خلال عام 2025، بدعم من استثمارات تقدر بحوالي 447 مليار ريال، مما يسفر عن توفير 2.7 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
ريادة في مجالات الطيران والسياحة
كشف تقرير منظمة السياحة العالمية أن المملكة تصدرت العالم في نمو إنفاق السياح الدوليين في بداية عام 2025، وجاءت ثالثة عالمياً في أعداد الوافدين. يؤكد صندوق النقد الدولي أن وصول عدد السياح إلى 30 مليون زائر في عام 2024 يعكس قفزة نوعية تدعم خطط التنويع الاقتصادي وتقلل الاعتماد على النفط.
تمكين الكفاءات المحلية
تركز إدارة الخطوط السعودية على توطين الوظائف وتمكين الكفاءات الوطنية. تهدف الشركة إلى رفع نسب التوطين في وظائف الطيارين والفنيين بحلول عام 2030، وذلك من خلال التعاون مع أكاديميات عالمية مثل أكاديمية أكسفورد للطيران وأكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران.
تقدير دولي وثناء عالمي
حقق المهندس إبراهيم العمر تقديرًا عالميًا لجهوده، حيث أدرج في قائمة “أقوى قادة السفر والسياحة في الشرق الأوسط 2025”. كما حصلت الخطوط السعودية على جوائز دولية مرموقة، مما يعكس نجاح استراتيجيات التحديث والتطوير.
تحليل اقتصادي ورؤى مستقبلية
تشير المؤشرات الاقتصادية إلى أن استراتيجية العمر تتجاوز تحسين تجربة المسافر، إذ تساهم الاستثمارات الضخمة في تحديث الأسطول وزيادة عدد المسافرين في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز العوائد السياحية. يتوقع المحللون أن تساعد هذه الاستراتيجية حتى عام 2032 المملكة في أن تصبح واحدة من أكبر خمسة أسواق طيران نموًا في العالم، مما يعزز خطط التنويع الاقتصادي ويجذب استثمارات أجنبية جديدة. إن ما حققه قطاع النقل الجوي بقيادة إبراهيم العمر هو مشروع استراتيجي شامل يسهم في بناء مستقبل اقتصادي مزدهر للمملكة ويعزز موقع السعودية عالميًا في مجالات الطيران والسياحة والخدمات اللوجستية.