الذكاء الاصطناعي .. محرك جديد لاقتصاد رقمي متكامل
في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتعزيز ريادتها كوجهة رئيسية في الابتكار الرقمي، انعقد مؤتمر بارز حول صناعة الذكاء الاصطناعي وتأثيره على التحول الرقمي في “مدينة الرياض”. المؤتمر جمع عددًا من الخبراء وصنّاع القرار، وطرح العديد من المؤشرات التي تؤكد التوجه المتسارع للمملكة نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
مليوني مطور عالمي يعملون على منصات الذكاء الاصطناعي
ركزت جلسات المؤتمر على خطط إنشاء أكبر مركز حوسبة للذكاء الاصطناعي في المملكة، مجهز بتقنيات قادرة على معالجة ملايين الرموز في الثانية، مما يفتح المجال أمام تطبيقات عملية واسعة في مجالات مثل الصحة والطاقة والأمن والنقل والمدن الذكية. كما تم التطرق إلى حلول للرؤية الحاسوبية تشمل إدارة الحشود، مراقبة الحدود، والعمليات في المطارات والموانئ، بالإضافة إلى التحليلات الرياضية. تم التأكيد أيضًا على خدمات تحويل النصوص إلى كلام باللغتين العربية والإنجليزية، مستندين إلى نماذج مثل Llama وDeepSeek وGPT-OSS. وأشار المشاركون إلى أن أكثر من مليوني مطور حول العالم يعملون على تطوير هذه التكنولوجيا، مما يعكس الانتشار الواسع لاستخدامها عالميًا.
وفي هذا الصدد، تم الإعلان عن توقيع اتفاقية استراتيجية بين شركة ماستروركس (Master Works) وشركة Groq، تهدف إلى تعزيز اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وتطوير قدرات المؤسسات الحكومية والخاصة. هذه الاتفاقية تعكس التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية 2030 لبناء اقتصاد رقمي متطور.
تقدم Groq®️ LPU™️ منصة متكاملة تجمع بين الأجهزة والبرمجيات، موفرة سرعة فائقة في معالجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع كفاءة عالية في استهلاك الطاقة. ويقع مقر الشركة في وادي السيليكون في الولايات المتحدة، حيث تقدم حلولًا متقدمة للتطبيقات السحابية والمحلية. ويجري تصميم وتصنيع وحدة LPU والأنظمة المرتبطة بها في أمريكا الشمالية، مما يضمن موثوقية تقنية عالية.
وفي تعليقه، قال فهد الطريف، نائب الرئيس والمدير العام لشركة Groq لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “اليوم نحن نوسّع نطاق أعمالنا، وغدًا نعيد تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي من قلب المملكة العربية السعودية.” وأكد أن المملكة تسعى بجد لتكون في مقدمة هذا القطاع إقليميًا ودوليًا.
كما ذكر المهندس محمد عون، الرئيس التنفيذي لشركة ماستروركس، أن توقيع هذه الشراكة يعكس التزامهم بدعم التحول الرقمي في المملكة، واستغلال خبراتهم الكبيرة في تطوير حلول مبتكرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وإدارة البيانات. وأكد أن هذه الخطوة ستسرع من تقدم المملكة نحو تحقيق اقتصاد رقمي متكامل، وأكد أن المملكة تسعى لكي تكون مركزًا عالميًا للابتكار الرقمي.
أشار المشاركون في المؤتمر إلى أن هذه الاتفاقية تمثل نموذجًا للتعاون السعودي – الأمريكي في المجالات التقنية المستقبلية، مما يعكس عمق الشراكات الدولية للمملكة ويضع الرياض في مقدمة الدول القادرة على تشكيل ملامح الثورة الصناعية الرابعة.