تتجه أنظار العالم بأسره نحو أرض الكنانة، حيث تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر صرح أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، هذا المشروع العملاق ليس مجرد متحف، بل هو أيقونة حضارية وثقافية وترفيهية متكاملة، تهدف إلى إعادة سرد قصة الحضارة المصرية القديمة بأحدث الوسائل التكنولوجية، ليقدم تجربة فريدة لزوارها من كل مكان، يمثل المتحف المصري الكبير تتويجًا لجهود مصرية دامت عقودًا للحفاظ على تراثها وتأمين مستقبل الأجيال القادمة.
الموقع والتصميم المعماري لأيقونة المتحف المصري الكبير
يتمتع المتحف المصري الكبير بموقع استراتيجي فريد، حيث يقع بالقرب من أهرامات الجيزة، على مساحة تبلغ حوالي 117 فدانًا، هذا القرب ليس مجرد صدفة، بل يهدف إلى ربط التحفة المعمارية الحديثة بأعظم الآثار القديمة في العالم، مما يخلق بانوراما تاريخية لا مثيل لها.
جاء تصميم المتحف المصري الكبير نتيجة مسابقة دولية ضخمة فازت بها الشركة الأيرلندية “هينيجان بينج”، يتميز التصميم بخطوطه الهندسية البسيطة والمائلة التي تتناغم مع شكل الهرم، مستخدمًا المواد الطبيعية مثل حجر الألبستر، ليجمع بين عظمة الماضي وروح الحداثة، تبلغ مساحة العرض المتحفي حوالي 45 ألف متر مربع، مما يجعله قادراً على استيعاب مئات الآلاف من القطع الأثرية.
كنوز الملك توت عنخ آمون تتلألأ في المتحف المصري الكبير
يُعتبر جناح كنوز الملك الذهبي، توت عنخ آمون، هو القلب النابض لـ المتحف المصري الكبير، ولأول مرة في التاريخ، سيتم عرض المجموعة الكاملة والفريدة للملك الشاب، والتي تضم أكثر من 5390 قطعة أثرية، في مكان واحد، هذه المجموعة المذهلة لم تُعرض مجتمعة من قبل، وسيتمكن الزوار من رؤيتها بترتيب زمني ومنطقي، لتروي قصة حياة وكنوز أهم ملك في التاريخ المصري القديم.
علاوة على ذلك، يضم المتحف المصري الكبير الدرج العظيم، الذي يعرض مقتنيات ضخمة وثقيلة للملوك والأسر المصرية، ويصعد بالزائر عبر تسلسل تاريخي من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني، وصولاً إلى قاعات العرض الرئيسية، وفي مدخل المتحف يستقبل تمثال الملك رمسيس الثاني الزوار، ليُعد أول قطعة أثرية تستقر في هذا الصرح العظيم.
مركز الترميم ومرافق المتحف المصري الكبير المتعددة
لا يقتصر دور المتحف المصري الكبير على العرض فحسب، بل يضم أيضًا مركزاً عالمياً لترميم وحفظ الآثار، وهو الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، هذا المركز مجهز بأحدث التقنيات والمعامل المتخصصة، ويعمل فيه فريق من المرممين والعلماء المصريين والدوليين، لحماية القطع الأثرية الثمينة وضمان بقائها للأجيال القادمة.
كما يوفر المتحف المصري الكبير مجموعة متكاملة من المرافق والخدمات لتجربة زوار شاملة، تشمل:
- متحف الطفل: لتبسيط مفاهيم الحضارة المصرية للنشء عبر وسائل تفاعلية.
- قاعات العرض المؤقتة: لاستضافة معارض عالمية متنوعة.
- المركز التعليمي والمؤتمرات: ليكون منبرًا لنشر المعرفة وتبادل الخبرات.
- المنطقة التجارية والترفيهية: تضم مطاعم وكافيتريات ومحلات هدايا، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات.
المتحف المصري الكبير: انطلاقة جديدة للسياحة المصرية

يُنتظر أن يكون افتتاح المتحف المصري الكبير في 1 نوفمبر 2025 (مع فتح الأبواب للجمهور في 4 نوفمبر) حدثاً عالمياً استثنائياً، هذا الافتتاح المرتقب ليس مجرد تدشين لمبنى، بل هو تأكيد على مكانة مصر كمركز للحضارة العالمية، ويعكس قدرتها على بناء المشروعات العملاقة التي تليق بتاريخها.
من المتوقع أن يساهم المتحف المصري الكبير بشكل كبير في إنعاش قطاع السياحة المصري، ويجذب ملايين الزوار سنوياً، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويدعم الهوية الوطنية والفخر بالتاريخ العريق، إنه بالفعل مشروع القرن، ووجهة سياحية وثقافية لا غنى عنها لكل محب للتاريخ والحضارة الإنسانية.
