الاعتراف بدولة فلسطين وتأثيره على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
أعلنت الولايات المتحدة أنها تعارض بشدة أي اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية، وذلك في إطار التحضيرات لعقد مؤتمر “حل الدولتين” في نيويورك، برئاسة فرنسا والمملكة العربية السعودية. جاء هذا الإعلان من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، حيث اعتبر أن هذه الخطوة ستُعد “مكافأة لحركة حماس” نتيجة للأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف سيعيق الجهود المبذولة لإعادة الرهائن إلى منازلهم.
دعم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية
في الوقت الذي تواصل فيه فرنسا التأكيد على دعمها لفلسطين، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه أجرى اتصالاً مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأعلن عن ترؤس مؤتمر حل الدولتين في نيويورك. وتحدث المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس مواقف عدة دول، مؤكدًا التزام الاتحاد بحل شامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين سيساهم في دعم هذا الحل.
وعلى صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو أن بلجيكا ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرًا إلى إقرار بروكسل فرض “عقوبات صارمة” على إسرائيل. يأتي هذا في أعقاب إعلان الرئيس ماكرون بأن فرنسا ستدعم فلسطين في الجمعية العامة، مما جعل أكثر من 12 دولة غربية تضغط نحو اتخاذ خطوات مماثلة.
في يوليو، ترأست السعودية وفرنسا مؤتمرًا دوليًا رفيع المستوى ضمن إطار جهود سلام القضية الفلسطينية، بينما اعتمد وزير الخارجية السعودي الوثيقة الختامية التي تدعم إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. ومع ذلك، أصدرت الولايات المتحدة قرارًا لمنع كبار المسؤولين الفلسطينيين، بما في ذلك الرئيس محمود عباس، من دخول أراضيها، ما أثار استغراب الخارجية الفلسطينية التي اعتبرت القرار مخالفًا للقانون الدولي.
كما انتقدت وزارة الخارجية الفلسطينية قرار واشنطن، مشددة على أنه يعيق المشاركة الفلسطينية في الاجتماعات الدولية ويشكل خرقًا لاتفاقية مقر الأمم المتحدة. في حين تشهد القضية الفلسطينية تحركات دبلوماسية ملحوظة، تتصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب ممارساتها في غزة، مما يؤشر على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون ذا تأثير كبير على المستقبل السياسي والجغرافي للمنطقة.