
يُعد المتحف المصري الكبير (GEM) صرحًا حضاريًا ضخمًا ورمزًا للعراقة المصرية، وهو أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، منذ افتتاحه للجمهور، تحولت الأنظار إليه، وأصبح عدد زوار المتحف المصري الكبير مؤشرًا رئيسيًا على نجاح المشروع وتأثيره المتوقع على قطاع السياحة العالمي والمحلي.
عدد زوار المتحف المصري الكبير في مرحلة التشغيل التجريبي والافتتاح
شهد عدد زوار المتحف المصري الكبير تفاوتًا ملحوظًا بين فترتي التشغيل التجريبي وما بعد الافتتاح الرسمي، ففي الأعوام الثلاثة الأولى من التشغيل التجريبي، كان الإقبال يقدر بحوالي 400 زائر يوميًا، ومع مرور الوقت، وخاصة قبل الافتتاح الرسمي بفترة وجيزة، ارتفع هذا العدد ليصبح بين 5 آلاف و 6 آلاف زائر في اليوم الواحد، مما عكس تزايد الاهتمام بهذا الصرح العظيم حتى قبل اكتماله بشكل تام.
لكن المؤشرات الحقيقية للنجاح ظهرت بوضوح بعد الافتتاح الرسمي الذي تم مؤخراً، إذ شهد عدد زوار المتحف المصري الكبير في أول يوم تشغيل فعلي للجمهور إقبالًا تاريخيًا تجاوز 18 ألف زائر من المصريين والأجانب، هذا الإقبال الهائل يعكس الشغف العالمي والمحلي باكتشاف هذا الصرح الثقافي الفريد والمجموعات الأثرية التي يضمها، وعلى رأسها المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة بشكل كامل.
التوقعات المستقبلية لـ عدد زوار المتحف المصري الكبير
يؤكد هذا الارتفاع القياسي في عدد زوار المتحف المصري الكبير في الأيام الأولى على أهمية المتحف كوجهة سياحية وثقافية عالمية، حيث تتوزع نسبة الزوار بالتساوي تقريبًا بين المصريين والأجانب بنسبة 50% لكل فئة.
يتوقع الخبراء والمسؤولون أن يستمر هذا الزخم، بل ويزداد بشكل كبير بعد الافتتاح الكامل، التقديرات تشير إلى أن المتحف قد يتجاوز نصف مليون زائر شهريًا، أي ما يزيد عن 6 ملايين زائر سنويًا، وهناك طموح كبير بأن يساهم المتحف وحده في رفع عدد زائري البلاد بما يصل إلى سبعة ملايين سائح سنويًا.
هذه الأرقام تضع المتحف المصري الكبير في مكانة رائدة على خريطة السياحة العالمية وتؤكد على دوره كقوة جذب رئيسية، مما يرفع من معدلات الإنفاق السياحي ومدة إقامة السائح في القاهرة والجيزة.
المتحف المصري الكبير: أكثر من مجرد زيادة في عدد زوار المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير، الذي يقع بالقرب من أهرامات الجيزة، ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو تجربة حضارية متكاملة، يمتد على مساحة شاسعة ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، ويحتوي على أحدث تقنيات العرض المتحفي، ومركزًا لترميم الآثار هو الأكبر في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى قاعات للمؤتمرات، ومكتبة متخصصة، ومناطق خدمية وترفيهية.
إن تزايد عدد زوار المتحف المصري الكبير ما هو إلا دليل على النجاح في تحقيق الأهداف المرجوة من هذا المشروع القومي، التي تتجاوز البعد الثقافي لتشمل البعد الاقتصادي والاستثماري، مما يجعله نقطة تحول حقيقية في مستقبل السياحة المصرية.
