أثارت حادثة القبض على ضابط كويتي في القاهرة بتهمة التحرش بفتاة على كورنيش النيل جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، بعد انتشار مقطع فيديو يوثق لحظة الحادثة أمام أبراج نايل سيتي في منطقة بولاق أبو العلا.
فيديو التحرش بفتاة على كورنيش النيل
الفيديو الذي لا تتجاوز مدته دقيقة واحدة، أظهر رجلاً يحاول مضايقة فتاة تسير بمفردها في وضح النهار، وسط ذهول المارة الذين رصدوا الواقعة.
الانتشار السريع للمقطع جعل القصة تتصدر محركات البحث في مصر والكويت وعدة دول عربية، مما دفع الأجهزة الأمنية المصرية إلى التحرك الفوري للتحقق من الواقعة وضبط المتهم.
بداية الواقعة وانتشار الفيديو على نطاق واسع
بدأت تفاصيل الحادث مساء الخميس عندما نشر أحد المارة مقطعًا على فيسبوك يُظهر الرجل وهو يحاول ملاحقة فتاة على الكورنيش.
وخلال دقائق، انتشر الفيديو بسرعة عبر منصات تويتر وتيك توك، مصحوبًا بتعليقات غاضبة تطالب بسرعة القبض على الجاني، خاصة بعد أن أفاد ناشر الفيديو أن الشخص الظاهر في المقطع “ضابط كويتي مقيم في القاهرة”.
الانتشار الواسع للمقطع حوّل الواقعة إلى قضية رأي عام، ما استدعى تحركًا عاجلًا من الأجهزة الأمنية المصرية لتحديد هوية المتهم ومكان تواجده.
تحرك أمني سريع وضبط المتهم
وفقًا لما أعلنته وزارة الداخلية المصرية، فقد تم رصد الفيديو المتداول، ونجحت مباحث القاهرة في تحديد موقع الحادث وهو كورنيش النيل أمام أبراج نايل سيتي.
وخلال ساعات قليلة، تم القبض على المتهم الذي تبين أنه يحمل الجنسية الكويتية ويبلغ من العمر 42 عامًا، ويقيم في منطقة العجوزة بالجيزة منذ سنوات.
كما كشفت التحريات أنه ضابط سابق في أحد الأجهزة الأمنية بالكويت ويعمل حاليًا في تجارة الهواتف المحمولة دون ترخيص، مؤكدين أن التحقيقات لا تزال جارية لكشف دوافع الحادث وما إذا كانت له سوابق سابقة.
تفاصيل الواقعة من شهادة الفتاة
من خلال مقاطع الفيديو وشهادات المارة، تبين أن الفتاة كانت في طريق عودتها من العمل عندما حاول الرجل التحدث إليها بطريقة غير لائقة، ثم اقترب منها جسديًا بشكل مريب.
قالت الفتاة عبر حسابها على إنستغرام: “كنت ماشية على الكورنيش في وضح النهار، لقيته بيحاول يكلمني بطريقة غريبة، وبعدها بدأ يقرب مني فخفت وجريت”، مؤكدة أنها لم تعرفه مسبقًا، وأكدت أن أحد المارة تدخل وصور المشهد الذي أصبح لاحقًا دليلًا أساسيًا في القضية.
بيان وزارة الداخلية المصرية
في بيان رسمي صدر مساء الجمعة، أكدت الوزارة القبض على المتهم في وقت قياسي، وتم استدعاء الفتاة لتقديم أقوالها أمام جهات التحقيق.
وشدد البيان على أن الأجهزة الأمنية تتعامل بحزم مع أي واقعة تمس أمن المواطنين أو سمعة الدولة، مؤكدة أن القانون يُطبق دون تمييز أو اعتبار للجنسية.
اعترافات المتهم أمام النيابة
ذكرت مصادر أمنية أن المتهم اعترف جزئيًا بمحاولته التحدث إلى الفتاة لكنه أنكر نية التحرش، مدعيًا أنه كان “يمزح فقط”،
إلا أن النيابة واجهته بالفيديو الذي أظهر بوضوح محاولته ملاحقة الفتاة في الطريق العام، ما دفعه إلى التزام الصمت.
وتبين من التحريات أنه يقيم مع ثلاثة أشخاص من جنسيات خليجية مختلفة، وأنه يتنقل بين القاهرة والكويت بشكل متكرر،
وأكدت النيابة أن القضية تندرج تحت جرائم التحرش في الأماكن العامة والتي يعاقب عليها القانون المصري بالسجن من 3 إلى 5 سنوات.
ردود الفعل في مصر والكويت
أثارت الحادثة موجة من الغضب الشعبي في كل من مصر والكويت، حيث أكد عدد من الكويتيين أن تصرف المتهم لا يمثل الشعب الكويتي وطالبوا بتطبيق القانون عليه.
في المقابل، أشاد المصريون بسرعة تدخل وزارة الداخلية وضبط الجاني في وقت قصير، مؤكدين على ضرورة ردع أي سلوك يمس كرامة المرأة أو الأمن العام.
كما أصدرت السفارة الكويتية بالقاهرة بيانًا مقتضبًا أكدت فيه احترامها الكامل للقانون المصري ومتابعتها مجريات التحقيق دون أي تدخل.
أهمية الردع القانوني في قضايا التحرش
تعكس هذه الواقعة أهمية التعامل السريع مع جرائم التحرش لضمان أمن الشارع المصري والحفاظ على سمعة البلاد،
فالتطبيق الصارم للقانون يوجه رسالة حازمة بأن لا أحد فوق المساءلة القانونية، ويؤكد التزام الدولة بحماية النساء من أي سلوك مسيء في الأماكن العامة أو الخاصة.
