
حدث كوني غير مسبوق يهز الأوساط العلمية في اكتشاف مذهل رصد العلماء انفجارًا ضوئيًا هائلًا مصدره مجرّة بعيدة تبعد عن الأرض أكثر من 10 مليارات سنة ضوئية هذا الضوء الغامض الذي وصل إلينا مؤخرًا بعد رحلة عبر الزمان والمكان يُعد من أقوى الانفجارات الكونية التي تم رصدها على الإطلاق إذ بلغت طاقته ما يعادل إشعاع 10 تريليونات شمس.
أصل الضوء الغامض
يعتقد الباحثون أن الانفجار نتج عن اقتراب نجم عملاق من ثقب أسود فائق الكتلة، مما أدى إلى تمزقه بالكامل في ظاهرة تُعرف بـ التمزق المدّي (TDE) أثناء ابتلاع الثقب للنجم، أطلق سيلًا من الطاقة والإشعاع المرئي عبر ملايين السنين الضوئية وسجّلته المراصد الحديثة كوميض شديد السطوع في أعماق السماء.
متابعة علمية دقيقة
رصد الحدث لأول مرة عام 2018 بواسطة مرصد Zwicky Transient Facility ثم تابعه العلماء باستخدام تلسكوبات متعددة منها هابل وجيمس ويب وقد مكّنت هذه المتابعة الدقيقة من فهم أعمق لطبيعة الثقوب السوداء وكيفية تفاعلها مع النجوم القريبة منها هذا الرصد يُعدّ نافذة زمنية تتيح للعلماء رؤية الكون كما كان منذ مليارات السنين.
لماذا أثار القلق بين العلماء؟
الظاهرة كانت أكثر سطوعًا وأطول زمنًا من أي حدث مشابه سُجل سابقًا مما أثار تساؤلات حول حدود طاقة الثقوب السوداء ومدى سرعتها في ابتلاع النجوم بعض العلماء وصفوا الحدث بأنه غير منطقي وفق النظريات الحالية مما دفعهم لإعادة دراسة النماذج الفيزيائية المرتبطة بتكوّن المجرات العملاقة.
هل هناك خطر على الأرض؟
رغم العناوين المثيرة يؤكد الخبراء أن الحدث آمن تمامًا ولا يشكل أي تهديد مباشر لأن موقعه بعيد بشكل لا يُصدق عن مجرّتنا لكن ما يجعل الأمر مثيرًا هو أنه يمنح البشرية فرصة نادرة لفهم المراحل الأولى من تطور الكون وكيف ولدت الثقوب السوداء العملاقة التي تشكل مراكز المجرات اليوم.
دلالة الحدث على مستقبل العلم
هذا الضوء الغامض يعيد تشكيل فهمنا للكون ويبرهن أن هناك ظواهر ما زلنا لا نستوعبها بعد العلماء يأملون أن يقود هذا الاكتشاف إلى تطوير نماذج جديدة لفيزياء الفضاء العميق وأن يفتح الباب أمام اكتشافات أكثر جرأة في المستقبل القريب.
