الملك سلمان: الرائد في بناء الرياض وحفظ ذاكرتها الثقافية

الملك سلمان صانع الرياض وذاكرتها الثقافية

شهدت ديوانية آل حسين التاريخية في العاصمة الرياض محاضرة للباحث سهم بن ضاوي الدعجاني تحت عنوان “الوجه الثقافي لمدينة الرياض: قراءة في جهود أمانة منطقة الرياض”، حيث استعرض خلالها ملامح الساحة الثقافية للعاصمة وتطوراتها عبر التاريخ، وصولًا إلى الحراك الحديث الذي ساهمت فيه الأمانة.

في بداية حديثه، أشار الدعجاني إلى كتاب الشيخ حمد الجاسر “مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ”، الذي وثق فيه جذور المدينة منذ أن كانت تُعرف بـ”حَجَر” حتى تحولت إلى الرياض المعروفة حاليًا. وقد أوضح أن الأمانة بدأت جهودها الثقافية منذ وقت مبكر من خلال افتتاح مكتبة عامة، الأمر الذي يعد دليلاً على التزامها بالثقافة. كما سلط الضوء على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان أميراً للرياض، هو المؤسس الفعلي للمشهد الثقافي للعاصمة، حيث منحها أكثر من خمسين عامًا من الرعاية والاهتمام وعزز معمارها الثقافي.

كما تطرق الدعجاني إلى عام 2000 عندما تم اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية، مشيراً إلى أن الملك سلمان أكد في حوار مع مجلة العربي الكويتية أن الدعم الحكومي المستمر سيضمن استمرار الحراك الثقافي، وهو ما تحقق بالفعل اليوم. وتحدث عن المبادرات الثقافية الحالية التي قامت بها الأمانة، مثل مشروع “ذاكرة الرياض” الذي يهدف إلى توثيق المباني والمعالم العمرانية وحفظها كرصيد ثقافي.

ثم استعرض المبادرات الأخرى التي تشمل تشكيل لجان ثقافية تضم نخبة من الأكاديميين والمثقفين، وتعزيز التعاون مع المنتديات الأدبية مثل ندوة آل حسين وأحدية العبدلي. كما تم إطلاق “ديوانية الرياض” بجوار قصر المصمك، و”ديوانيات الغالين” التي تهدف إلى تكريم كبار السن من خلال تقديم برامج ثقافية واجتماعية.

في ختام المحاضرة، اقترح الدعجاني عدد من الخطوات لتعزيز الدور الثقافي للأمانة، منها إنشاء قاعدة بيانات للصالونات الأدبية بالرياض، وتوكيل شراكات مع المقاهي الأدبية، وتحويل المكتبة العامة القديمة لمتحف يوثق لبدايات الثقافة في العاصمة.

الملك سلمان وبناء الهوية الثقافية للعاصمة

بعد المحاضرة، أضاف الزميل عبدالله الحسني تعليقه، مشيدًا بدور ديوانية آل حسين التاريخية كمنبر ثقافي عريق، مشيراً إلى أهمية مدينة الرياض كروح تاريخية وثقافية نابضة. وتطرق الحسني إلى تأثير الملك سلمان في تشكيل الهوية الثقافية والمعمارية للعاصمة، مؤكداً أن المعمار السلماني يعكس فلسفة جمالية تمزج بين التراث والحداثة.

كما اقترح الكاتب عوضة الدوسي إنشاء شارع ثقافة يبدأ من قصر المصمك، لتكون وجهة ثقافية تعزز الوعي التاريخي. ودعا الإعلامي سعد الثنيان إلى زيادة الاهتمام الإعلامي بالرياض كمدينة غنية بالتاريخ والثقافة، منادياً بضرورة تسليط الضوء على هذا الجانب الحيوي.

تلا ذلك مداخلات من عدد من المثقفين والأدباء الذين أكدوا على أهمية الجهود الثقافية التي تبذلها أمانة الرياض، مشيدين بقدرتها على تقديم ثقافة غنية ومُعاصرة تعكس تاريخ العاصمة وهويتها.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *