الملك سلمان: رمز التنوير الثقافي وصانع تاريخ الرياض

الملك سلمان: رمز التنوير الثقافي وصانع تاريخ الرياض

الدعجاني يستعرض التطور الثقافي للعاصمة في ديوانية آل حسين

استضافت ديوانية آل حسين التاريخية في الرياض محاضرة للباحث سهم بن ضاوي الدعجاني تحت عنوان “الوجه الثقافي لمدينة الرياض: قراءة في جهود أمانة منطقة الرياض”، حيث تناول خلالها السمات الثقافية للعاصمة وتاريخ تطورها، مشيراً إلى تأثير تلك الجهود في الحراك الثقافي المعاصر. وقد استهل الدعجاني حديثه بالإشارة إلى كتاب الشيخ حمد الجاسر حول تاريخ الرياض، مما يوضح جذور المدينة منذ كانت “حَجَر” وحتى تطور شكلها الحالي. وذكر أن أمانة الرياض كانت سباقة في تأسيس مكتبة عامة، دلالة على أهمية الثقافة في رؤية المدينة. كما أبرز دور الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- كأيقونة للثقافة حين كان أميراً للرياض، حيث ساهم في تأسيس ثقافة العاصمة الممتدة عبر عقود من الزمن، مما أكسبه لقب “حارس ذاكرة الدولة”. وتطرق إلى عام 2000 عندما تم اختيار الرياض كعاصمة للثقافة العربية، موضحاً أن ذلك جاء مع رؤية الملك سلمان بأهمية استمرار الدعم الثقافي لضمان استمرار النشاطات الثقافية بعد انتهاء الفعالية، وهو ما تحقق بالفعل في المشهد الثقافي الحالي.

توجهات ثقافية رائدة في الرياض

واصل الدعجاني حديثه من خلال استعراض المبادرات الثقافية التي أطلقتها الأمانة الحديثة، ومن أبرزها مشروع “ذاكرة الرياض” والذي يهدف إلى توثيق المعالم العمرانية منذ منتصف القرن العشرين. كما أشار إلى تشكيل لجنة ثقافية تتكون من باحثين وأكاديميين من أجل تقديم المشورة وصياغة المبادرات. وأوضح الدعجاني أن الأمانة تمتلك شراكات مع المنتديات الأدبية، مثل ندوة آل حسين وأحدية العبدلي، وأن ديوانية الرياض بجوار قصر المصمك أصبحت مركزاً ثقافياً حيوياً. واستعرض أيضاً “ديوانيات الغالين” في عدة أحياء، والتي تهدف إلى تكريم كبار السن عبر برامج اجتماعية وثقافية. وفي ختام محاضرته، قدم الدعجاني مقترحات لتعزيز العمل الثقافي، منها إنشاء قاعدة بيانات للصالونات الأدبية وتطوير ديوانية الرياض إلى متحف يوثق الثقافة البصرية للعاصمة.

بعد الانتهاء من المحاضرة، أدلى الزميل مدير التحرير عبدالله الحسني بمداخلة مهمة أثنى فيها على ديوانية آل حسين، مشدداً على أن الرياض تجسد روح مكان نابضة، وليس مجرد عمران. كما شارك عدد من الحضور بمداخلات ثرية تعكس تنوع وجهات النظر حول أهمية الثقافة في تشكيل هوية المدينة. وقد تناول الحديث أشخاص مختلفين، منهم الكاتب عوضة الدوسي الذي طرح فكرة إنشاء “شارع الثقافة” الذي يربط بين تاريخ العاصمة وثقافتها الغنية. وبدوره، أكد الإعلامي سعد الثنيان على أهمية تسليط الضوء على الدور الثقافي والهوية الغنية للرياض للارتقاء بمكانتها كمدينة تاريخية.

ختم اللقاء بشعور من الشكر والتقدير لأمين منطقة الرياض، الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عياف، وفريقه، حيث يمثل شعار “الرياض هاجسي وقضيتي” رؤية متكاملة لتعزيز فعالية المدينة كأحد المراكز الثقافية الكبرى في العالم. أمسيات جميلة كهذه تعكس الحاجة المستمرة للعناية بالمجال الثقافي، مما يوفر بيئة غنية للإبداع والنقاش.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *